23 ديسمبر، 2024 3:47 ص

استقراءاتٌ متباينة للتواجد الأمريكي في العراق!

استقراءاتٌ متباينة للتواجد الأمريكي في العراق!

هنالك اتفاقٌ ضمني – جمعي بأنّ الفصائل والمجاميع التي تصر على مغادرة آخر جندي امريكي , لَما كان بمقدورها التحرّك بهذا الإتجاه < بالضد ورغما عن الدولة ومتطلبات سياستها الخارجية > لو لم تكن تلكم المجاميع والفصائل مجهّزة صاروخيا وبالمسيّرات ” درونز ” الحاملة للمتفجرات .

السبب ” ولا نسميه بالذريعة ” التي ترتكز ” ولا نقول تعتكز ” عليها تلك القوى المسلحة , انّما يكمن بقرارٍ سابقٍ من البرلمان بمغادرة وترحيل الجند الأمريكان , بينما يردّ على ذلك بالضد , محللون سياسيون عراقيون بالأضافة الى مسؤولين سابقين في الخارجية الأمريكية وفي حكوماتٍ امريكية سابقة ومختلفة , بأنّ قرار البرلمان العراقي بهذا الشأن يفتقد كلّ مقومات الشرعية , حيث انه لم يكن مكتمل النصاب , ورفضوه الكرد و ” السّنة ” في مجلس النواب , وتناقلت بعض الأخبار في حينها أنّ بعض الفصائل هددت من يرفضون القرار , ولعلّ الأهم من كلّ ذلك , أنّ نسبة التصويت على اعضاء مجلس النواب في حينها كانت متدنّية للغاية , وأنّ الأهمّ من المهم هو التلاعب والتزوير في صناديق الأقتراع وحرق بعضها ولثلاث مرّات في زمن عادل عبد المهدي ” ولم يكن لداعش ايّ دَورٍ في ذلك ! ” . ومن هنا وسواه تشكّك وترفض قوى سياسية عراقية بذلك القرار غير المستوفي للشروط , ولأسبابٍ اخرى ايضاً , وليس اقلّها بأنّ الوجود العسكري الأمريكي المحدود , هو لمقابلة النفوذ الأيراني داخل العراق < وكلّ ما تشير اليه هذه السطور منشورٌ سابقاً ومكرراً في وسائل الإعلام > .

الى ذلك فمن الصعب التصوّر بأنّ هذه الجولة الرابعة من مفاوضات الحوار الستراتيجي بين العراق والأمريكان , ستكون الجولة الأخيرة , فأوضاع المنطقة تحركها المتغيرات السياسية وهي ليست منفصلة عن مفاوضات الأيرانيين في العاصمة النمساوية ” فينّا ” , والتي سيجري استئنافها بعد تنصيب الرئيس رئيسي , وما قد تفرزه عنه .

ضمن هذه الإستقراءاتِ , هنالك من يقول ومن يتساءل عبر الإعلام العربي وسواه , عن سبب صمت الفصائل العراقية المسلحة عن الوجود العسكري التركي في شمال العراق او كردستان وبعشراتٍ من القواعد العسكرية التركية , والمصحوبة بغاراتٍ جوية في مختلف مناطق شمال الأقليم , بينما التركيز على نحو ” فوجين ونيف ” من الجنود الأمريكان في العراق وبضمنهم الإداريين والفنيين والخدمات الأخرى , واعتبارهم كقوة احتلال , بينما الجند الأتراك حلال .!

والى ابعد من ذلك ايضاً , فماذا لو انسحب عديد القوات الأمريكية وغادروا القواعد الجوية العراقية , الى الحدود الأردنية – العراقية , والحدود الكويتية – العراقية , فهل سيجري مطالبتهم قسراً بالدخول الى داخل حدود تلك الدولتين .!

ضمن هذا العرض الإستقرائي , فهل يفعلوها الأمريكان بإنشاء قاعدة عسكرية جديدة وموسعة في كردستان تكون ابعد مدىً من صواريخ ” كاتيوشا و غراد ” او ستحصل الفصائل الى صواريخ ارض – ارض ابعد مدىً .! ومع حساباتٍ خاصة للطائرات المسيّرة .!

الرئيس جو بايدن وهو في ثمانينيات العمر ووضعه الصحي ” واحتمالات استهدافه شخصيا من الكوفيد ” فسبق وتنبّأت اكثر من عرّافة امريكية وبعض المنجمين من انتهاء ” ولايته الحياتية ” بموتٍ مفاجئ , واذ لا يمكن الأعتماد على هذه التخريفات ” رغم انها ممكنة الحدوث بالمصادفة ” لكن ذلك اذا ما حدث , فسيغيّر ويقلب السياسة الأمريكية تجاه العراق وايران بشكلٍ بارزٍ ومحتمل .

العلاقة بين الكاظمي والمجاميع المسلحة , وعلاقة العراق مع الولايات المتحدة , ومعها قضية الأنتخابات القادمة التي ما برح انعقادها من الأبهام , واكّدت ” بلاسخارت ” على استحالة عقدها في ظلّ الظروف الداخلية للعراق , كلّها اوراق متشابكة ويصعب تفكيك خيوطها في المدى المنظور القريب , وقد تغدو مفاجآت ما مفترضة هي سيدة المواقف .!