مهما يجري من تمديدٍ او تمدّدٍ للهدنة القائمة بين اسرائيل وحماس , سواءً ليومين او يومٍ واحد , وربما قد تصل الى ساعاتٍ ” لم يجر التعرّف الى عددها بعد ! ” فهذه الهدنة قد بدت وغدت تلامس حافّات نهايتها القريبة , وسيعود الهجوم الصهيوني بشراسةٍ افظع , ولاسيّما بعد ان تقلّصت مساحة القطّاع بعد استقطاع معظم الجزء الشمالي من القطّاع , كما سيضحى الهجوم البرّي الإسرائيلي بالدبابات والكوماندوس والمشاة الآلي موازياً الى حدٍ ما لعملية تكثيف الغارات الجوية الإسرائيلية , والتي ستمسى كأنها ممهّدة للهجوم البرّي المرتقب .
من المحزن القول أنّه من الزاوية التجريدية العسكرية , فإنّ الموقف العسكري لحسم هذه المعركة المعقدة , فإنّه يميل لصالح الجيش الإسرائيلي , وهذا أمرٌ لابدّ منه في المقارنة بين جيشٍ نظاميٍ وبين قواتٍ محدودة لثوّار ومقاتلين أكفّاء بما يغدو اقرب الى حرب العصابات , انّما بتقنياتٍ قتالية وبطولية لم يسبق حصولها حتى في الحرب الفيتنامية – الأمريكية , الى حدٍّ ما .!
سيتّضحُ ذلك أنّ كلّ ما يدلي به وزير الخارجية الأمريكي بلينكن من تصريحاتٍ بإتجاهات التهدئة وتخفيف التصعيد , فكأنّها او إنّها تحديداٌ مٌتّفقٌ عليها مع نظام تل ابيب لأغراض الدعاية السياسية عبر الإعلام , وللإستهلاك المحلّي على صعيد الإقليمي العربي وعلى مستوى الرأي العام العالمي – والأوربي بشكلٍ اكثر خصوصية .!
الموقف العربي الذي شاءت الأقدار أن تمثّله مصر وقطر وبعض من دول الخليج , فإنّه يفتقد بالمطلق لأيّ ستراتيجيةٍ او حتى تكتيكٍ مرحلي لمواجهة أبعاد الهجوم الأسرائيلي الوحشي القادم , وأبعاده السياسية وما يترتّب عنها , من ترتيباتٍ مرتبة مسبقاً خارج مساحة ذاكرة الأنظمة العربية ذات العلاقة .! , وهنالك انحدارٌ ما للشأن القومي العربي وما تبقّى منه .!