22 ديسمبر، 2024 10:57 م

استقبال وفد من الجامعة الاسلامية اللبنانية يعمق تدهور التعليم

استقبال وفد من الجامعة الاسلامية اللبنانية يعمق تدهور التعليم

قبل ايام عادت قضية الشهادات العليا من الجامعة الاسلامية في لبنان الى الواجهة, وذلك من خلال زيارة لبناني الى بغداد ولقائه مع وزير التعليم العالي دون ان يفصح الخبر الذي نشر عما دار فيه بشان فضيحة الفساد التي طالت الاف المتخرجين من هذه الجامعة والايفاء بحق حصول العراقيين على المعلومة , لاسيما ان الاتهامات وجهت لمسؤولين كبار تخرجوا من هذه الجامعة او بالأحرى اشتروا شهاداتهم منها .

البيان الحكومي الصادر عن اللقاء صمت عن ذلك وكأن المزورين ليسوا من بينهم عراقيين , وما جرى لا يمس سمعة البلد ويسيء اليه , خصوصا ان بين هؤلاء من شغل مناصب مرموقة وهم من فاقدي النزاهة . والاكثر من ذلك وضعت الفضيحة كل من تخرج موضع شك في تحصيله العلمي وقدراته ويتعذر التمييز بين الصالح والطالح .

واقع الامر ان اجراءات الوزارة لم تكن واضحة للناس والطلبة , واختلط الحابل بالنابل , والزيارة نكأت الجرح العلمي والنزاهة وزادت الطين بله مثلما يقال لأنه لا تصريحات تشير للكارثة ولا الى الاجراءات المتخذة ضد المتورطين فيها , وهي مسالة مفضوحة حتى في لبنان صدرت عقوبات ضد بعض الفاسدين ونشرت على الملاء ومعطيات عما حدث , صحيح انه لا يمكن التأكد ان ذلك كان كافيا ويغطي الكارثة ولكنهم على الاقل احترموا شعبهم وزوده بالمعلومات ولم تتم طمطمة ولفلفة القضية ,وانما جرى اشهارها وبيان الاجراءات المتخذة بشأنها .

قضية مثل هذه لا يمكن السكوت عنها , واذا حدثت في بلد فيه قدر ولو بسيط من احترام العلم لحدث زلزال في النظام التعليمي واعيد جذريا النظر فيه . ومراجعة شاملة لما هو كائن .. لقد الحقت هذه الفوضى في الدراسات العليا او بالأدق شراء الشهادات بحفنة من الدولارات وتبوء المناصب بموجبها ضررا كبيرا بسمعة العراق العلمية والمعايير المعتمدة في دوائره الرسمية وادائها .

كنا نتوقع ان تتخذ وزارة التعليم العالي إجراءات رصينة وصارمة ومعلنة ازاء هذه الظاهرة , على الاقل تأليف لجنة نزيهة وعلى مستوى عال تدرس ما منح من هذه الشهادات من سوق الجامعة الاسلامية اللبنانية , وتمنع الدراسة في جامعات لبنان وتلغي الاعتراف بها وتوعز للطلبة فيها بالعودة الى البلد للدراسة في جامعاته وعدم هدر الاموال والوقت في مكان لا يحترم العلم . لقد بادر بعض الطلبة بإلغاء الدراسة في لبنان اثر هذه الفضيحة لانهم ,حقا , جادون في الدراسة والحفاظ على مستقبلهم وعدم تلطيخ سمعتهم .

كان بودنا ان نسمع من الوزارة قرارات بسحب معادلة الشهادات من الذين يثبت تلاعبهم وتزويرهم , والاهم ان تضع هذه الجامعات الوهمية على القائمة السوداء ورفض استقبال وفد من الجامعة والمسؤولين فيها لانهم موضع شبهة ويعملون في مكان فاسد , ان استقبالهم وعدم صدور بيان وافي يوضح الموقف من الشهادات المزورة يسيء الى التعليم في العراق ويعمق تدهوره ويثخن جراحه .