17 نوفمبر، 2024 8:39 م
Search
Close this search box.

استفحال ظاهرة الإيحاء الجنسي, لماذا ؟

استفحال ظاهرة الإيحاء الجنسي, لماذا ؟

تابعت بعض حلقات برنامج (البشير شو) النسخة العراقية المقلدة للبرنامج المصري الكبير (برنامج البرنامج), وقد لفت انتباهي كميت الإيحاء الجنسي الكبيرة التي يلجأ لها مقدم البرنامج ضمن فقرات الحلقة, حيث يعتمد نجاح برنامجه على المفردات القبيحة والأفكار الجنسية التي يطرحها ضمن قالب النقد السياسي, هكذا هي رؤيته ورؤية القناة التي تدعمه, مما يجعل من برنامجه خطر حقيقي على العوائل, لأنه يهدم ما يتم بنائه.

لكن الغريب انه ليس وحده من يقدم هذه الساعة الفاسدة عبر الفضائيات, بل ان الكثير من البرامج المحلية, وفي قنوات مختلفة تقدم نفس الطبق الفاسد, والأكثر غرابة ان يكون لهذه البرامج شعبية كبيرة, فقط لأنها تستخدم الإيحاء الجنسي, وهذا يدلل على وجود مشكلة اجتماعية نفسية, والبعض أصبح علنا يلجا لكلمات ذات معنى جنسي لغرض الشهرة! أي ان هنالك قبول جمعي لهكذا برامج, وإلا لما تكاثرت هكذا برامج فاسدة.

نلفت الانتباه لأمر خطير يهدد العائلة العراقية, وهو ان احد القنوات التابعة لحزب ديني, تدعم مهرج يلجأ للإيحاء الجنسي بشكل مكثف, فلا اعرف كيف يقبلون بهكذا شخص ينشر السم بالعسل للعائلة العراقية بواسطة فضائيتهم! عبر فقرات مفخخة بالكلام القبيح! والذي لا يرضاه الدين والإنسانية, أعتقد علينا ان لا نتعجب بعد اليوم من هكذا تصرفات, تصدر من قنوات تابعة “للمتدينين”! فاغلب الأحزاب الدينية مجرد مؤسسات فاسدة, يقودها اللصوص والقتلة والشواذ, كل هدفها استمرار سطوتهم وتقاسم الغنيمة, عندها ندرك ان وجود المهرجين في قنواتهم ينسجم مع حقيقة واقعهم النتن.

ونشير لنقطة جوهرية حيث كان من الممكن ان تصبح صفحات الفيسبوك وسيلة للاصلاح, لنشر الأمور التي تعود بالنفع على الطفل والشاب والعجوز, لكن تحول الفيسبوك الى وسيلة للترويج للإيحاء الجنسي! والترويج لهذه البرامج الخطرة على العائلة العراقية, عبر التركيز على نشر مقاطع فيدوية وبعضها يكون نشره مدعوم, أي يقصد منه ان يصل الى اكبر عدد من المجتمع العراقي, ليفسد العقل الجمعي للمجتمع, وكي يصبح الجنس حاضرا دوما في مخيلة الإنسان العراقي, وهذا ما نجد له واقع في المدرسة والكلية والعمل والشارع وفي أروقة السياسة.

اعتقد نحتاج لقانون إعلامي يحمي العائلة العراقية, من المهرجين المرضى نفسيا الذين تتاح لهم الفرصة للظهور الإعلامي, ممن لا يجدون الا الجنس كبضاعة لهم, وهذا من صميم مسؤولية البرلمان والحكومة, فهل ستتوقف الجريمة التي تحصل بحق العائلة العراقية, عبر محاسبة المهرجين وإقصائهم من الفضائيات, أم سيستمر السكوت؟

العراق – بغداد

[email protected] 

أحدث المقالات