فاصل: مطلع شهر رمضان الحاليّ رحلَ العلّامة الآثاريّ السُّومريّ البصريّ «فاضل عبدالواحد علي» الناطق بالسّومريَّة الأكديَّة الآراميَّة، يقول: “ قل بلفظ الجَزْري؛ الجَّزيريَّة والجَّزيريون، ولا تقل المُصطلح التوراتي الخُرافي «السّاميَّة والسّاميّون». قُل بلاد بابل سومر وأكد، ولا تقل «بلاد سومر»، الحضارة العِراقيَّة واحدة”. أصل اسم نهر دَجلة Tigra Tigris عِراقيُّ سومريّ Idigna -Idigina= الماء الجّاري مِن مَنبعه هضبة الأناضول تُركيا، السَّريع كالسَّهم بالفارسيَّة الوسطى؛ اسم نهر التيار السّريع “اروند رود” اليوم اسم شط العرب بلُغة الكُرد الماء العظيم “آغا مازن Ava Mazin”.
تير بلُغة العجم: “سهم” واسم أحد شهور الفُرس. اسم الفرات الهادىء Euphrates مِن السّابقة Eu بمعنى جيّد عَذب phrates وبمعنى (اعرب/ اعلن) اسمٌ عِراقيّ أصيل منبعه جارة العِراق والشّام الشَّماليَّة تركيا، حوض نهر الفُرات اسمُه سومريّ Buranuna (لا سامي)، باللّغة العِراقيَّة الأصيلة الاكديَّة Purattu مُفردَة سومريَّة قديمة burudu بمعنى النحاس تحوَّلت بالسّومريَّة urudu نظرا لنقل خام النحاس على الأكلاك لكون وادي الرّافدين آنذاك مركز صناعة مَعدِن النحاس. استفتاءُ الدِّين في التَّدخين المُستحدَث وشُرب الماء خـَلَـل نهار شهر رمضان الكريم. حرَّم الإسلامُ كُلّ مفسَدَة للجّسم والعقل والمال والمُجتمع. الدُّخان السَّلبيّ في غير نهار الصّيام عامَّة، يحمل كُلّ هذي الأضرار فلا يمكن أن يكون حلالاً. ذكّرنا بمقالة سبقت دِفاع د. طه حسين عن رأيّ إفطار نهار شهر الصَّوم، وكان عميد الأدب العربي طاها حُسين يُحبّذ تدخين 3 سجائر في اليوم، ليُحسِن التدبّر والتّفكُّر. التدخينُ عمليَّة حرق مادّة غالباً التبغ، تذوق حريق الدُّخان الحريف واستنشاقه للترويح عن النفس عن طريق استخدام المُخدّرات، حرق المادة الفعّالة في المُخدر، مِثل النيكوتين جعلها مُتاحة للامتصاص خلَل الرّئة بآلاف المواد الكيميائيَّة التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي والسّجائر أكثر السُّبل شيوعًا مِن السّيجارة الصِّناعيَّة. وثمَّت وسائل أخرى للتدخين ولوَجاهَة
(السَّفيه السَّبعينيّ يحيى وَحيدَا يموت كالعنكبوت:
سَبعونَ عامًا في سَفاهتِه انتهتْ * خنزير وَحلٍ في المُثنى يقبعُ
سَبعونَ عامًا يحيى باغيةٍ مَضى * سَبعونَ عامًا في السَّماوَة أصلعُ)
تتمثل في الغليون Tobacco pipe، السّيجار الكوبيّ Koheta Cigar، الشّيشة، والبونج “غليون مائي”. «الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ» (سورَةُ الأعراف 157). وإذا لم يكن الدخان مِن الطّيبات فهو من الخبائث. والخبائث حرَّمها الله نصّا.
https://kitabat.com/2018/05/27/قالَ-اللهُ-وأقولُ-أنا؛-لي-أجرُ-المُخطي/
«وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا » (سورةُ الإسراء 26- 27). والدُّخان لا تجنى مِنه أدنى فائدة، بل ضرر كله. وأيّ شك يبقى في تحريم ما انتفى نفعه وثبت ضرر (يحيى يموت). عن يحيى المازني أن رسول الله ص قال: (لا ضرر ولاضِرار). [رواه مالك في المُوطَّأ، كتاب الأقضية، باب القضاء في المَرفِق؛ ورواه ابن ماجه في سُننه عن عبادة بن الصّامت وابن عبّاس؛ ورواه أحمد] وإلحاق المُدخن الضَّرر بنفسه وبمن حوله ظاهر بيّن. عن أبي هُريرة قال: قال رسول الله ص: (مَن كانَ يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومَن كانَ يؤمن بالله واليوم الآخر فلْيُكرم ضيفه، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو لِيصمت) [روه البُخاري، كتاب الأدب وفي أبواب أخرى؛ ورواه أبو داود في سننه؛ وأحمد] وشارب الدُّخان يؤذي مَن حوله مِن الناس يروّح برائحته وسط الناس وفي المراكب والأماكن العامّة وفي المساجد، بل إن الملائكة تتأذى مِما يتأذى مِنه بنو آدم. فالناس يجدون ريحه عن يمينه وشِماله. مُجمَل ضرر تعاطي التَّدخين التالي:
1. ضرر على الجسم: والجّسم أمانة الله تجب المُحافظة عليه على أحسن وَجه، فلا يحق لأيّ إنسان أن يتصرّف في جسمه بما يشاء مُطلقا كأن يقطع يده أو رجله، وكذلك التدخين لا يحقّ له أن يتعاطاه لما يلحقه مِن ضرر بسببه. أثبت الطّبُّ الحديث أضراره حتى صار أمراً معلوماً لدى كُل الناس. بل لقد أثبت البحوث العِلميّة بأنّ نسبة 90 % من أسباب السَّرطان ترجع إلى التدخين.
2. ضرر على المال: أن الدُّخان الذي يستهلك يحتاج إلى مال لشرائه. وذاك المال يدفع لما فيه الضرر وليس لما فيه النفع. وزيادةً على هذا فإن المال المدفوع مُقتطَع في الحقيقة من حقّ أفراد العائلة مأكلاً ومشرباٌ وملبساً ومسكناً ودواءً إلخ. ولو أن المُدخن وفَّر ماله كُلّ يوم عوض إنفاقه في الدُّخان لجمع مالا يستطيع أن يستغله في مشاريع خيريَّة كبيرة ترجع بالفائدة على المساكين والمُحتاجين أو على نفسه وعائلته. وإذا أردنا أن نترجم كلامنا بالأرقام قلنا: لنفترض أن عُلبة الدُّخان بدولارين والعُلبة أغلى بكثي، وأنها تستهلك كُل يوم، يكون المجموع الشَّهري 60$ دولارا، والمجموع السَّنوي 720$ دولارا، ومجموع سنتين 1440$ دولارا. وهذا مبلغ جيّد لعله يستطيع أن ينفقه في الحج.
3. ضررعلى المجتمع: بل اعتداء على حقوق الناس الذين يعيشون معه في مجتمع واحد. وأوَّل مَن يتضرر بعد المُدخن أقرب الناس إليه كزوجه وأولاده، ثم أصدقاؤه، ثم الراكبون والواقفون والماشون إلى جنبه. وقد أثبت المُختصّون أن المُمتنع عن التدخين إذا جالس مَن يُدخن لمُدة 4 ساعات فإنه يتضرر بمُقدار ما لو دخّن 10سجائر.
4. ضرر على البيئة: ومِثلما أن تلويث الماء ممنوع فكذلك تلويث الهواء إذ هُما عُنصران لا غنىً عنهما لحياة وصحّة الإنسان. وانظر ما يسببه الدُّخان الصّادر مِن الآلاف المُؤلفة مِن المُدخنين ينفثون دُخانهم وسمومهم في الهواء الذي يتنفسه الناس. وزد على هذا ما ينبعث مِن الدُّخان مِن رائحة كريهة تلطخ الملابس وتلوث الهواء. عن جابر: نهى رسول الله ص عن أكل البصل والكُرّاث فغلبتنا الحاجة فأكلنا مِنها، فقال(مَن أكل من هذه الشجرة المُنتنة فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتَأَذّى مما يتأذى منه الإنس) [ رواهُ مُسلم، كتاب المساجد ومواضع الصَّلاة، باب نهي من أكل ثوما أو بصلا أو كراثا أو نحوهامما له رائحة كريهة عن حضور المسجد حتى تذهب تلك الريح وإخراجه من المسجد؛والنسائي؛ وابن ماجه، وأحمد] عن أبي بَرْزةَ الأَسلَمي قال: قال رسول الله ص (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه: فيمَ فعل؟ وعن ماله: من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن جسمه: فيم أبلاه؟ [ رواه الترمذي، كتاب صِفة القيامة والرَّقائق والوَرع، باب ما جاء في شأن الحِساب والقصاص. وقال: هذا حديث حَسَن]. مجلس مرجعيَّة النَّجَف والدُّخان في الرّابط أدناه:
https://www.youtube.com/watch?v=6DuDatvFvNA
فيديو مجالس علماء ومراجع النجف … مجلس السيد الخوئي … بدون تعليق !!! / الشيخ الغزي
مقطع من الحلقة ( 26 ) من برنامج ( الكتاب الناطق ) عرض على قناة القمر الفضائية الجمعة : 11/3/2016 م 1 …
www.youtube.com