قبل ايام شاهدت مقطع فيديو يتحدث فيه أحد السادة السياسيين المحترمين. كان الرجل يشرح نظرية حديثة او مستحدثة من قبله لادارة العلاقات النقدية مع العالم الخارجي وتمويل التجارة الخارجية..
قال ان العراق يستطيع طباعة عملة موازية للدينار نستطيع التعامل بها بدون وساطة الدولار !!!
حقيقة ان المرء ليَحار من طريقة تفكير هؤلاء الاشخاص ومدى معرفتهم ببديهيات الحياة الاقتصادية والسياسية وقوانينها…
وكيف يتم اختيارهم للعب ادوار في الحياة العامة والظهور على وسائل الاعلام والحديث بمواضيع خطيرة؟؟
كنت اتمنى ان اسأل ذلك الرجل عن كيفية استيراد نظاراته الجميلة وبدلته الانيقة
والساعة الفاخرة وربطة العنق والحذاء والتلفون غالي الثمن ؟
هل تم استيرادها باستخدام عملته الموازية ؟؟
من سوف يقبل بعملة مطبوعة محلياً ؟ حتى باعة الخضر والفواكه يعرفون اهمية الدولار وكونه وسيلة الاستيراد الوحيدة اضافة لباقي العملات الصعبة كاليورو والباون ..
دعونا نتصور موقف هذا الشخص الذي خرج للتو من كهفه الذي كان نائماً فيه منذ زمن مع اصحاب الكهف الذين قالوا :
( فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا)..
ويقال انه عندما ذهب الى السوق اكتشف ان عملتهم كانت قديمة وأثرية ولايتداولها أحد..
وصاحبنا يتحدث بنفس المنطق البائد..
كيف سيكون موقف الرجل عندما تناقش قضايا مهمة مثل الارتباط بالدولار وغيره؟؟ ماذا سوف يقترح هذا العبقري؟ واي مستشار كفوء
وضع هذه الفكرة المضحكة في رأسه؟؟
هذا الرجل لايعرف ان ايرادات النفط بالدولار واحتياطي العراق النقدي بالدولار ومحفوظ في الاحتياطي الفدرالي واستيراداتنا بالدولار..
بصراحة شديدة ظهور هؤلاء المتكرر بأفكار هزلية مثل هذه سيكون مصدر احراج وعيب للعراق .