23 ديسمبر، 2024 9:34 ص

إسمه أمير لكنه ليس أميراً فما كانت امارته الا بيتاً صغيراً في(مناطق التجاوز كما تسميها دولتنا الفاضلة لمن لا يملكون سقفاً كريماً ) لهذا فهو ليس بأمير ففي بلادي الأمراء أما في داعش او في الخضراء
لا يوجد أمير يسكن (التجاوز ) هكذا قال الحكماء ،

ربما لا يعني لكم هذا الفتى شيئاً ولكن يعني لإسرته كل شيء فهو اليتيم المعيل والكافل بنبل وأمانة لرغيف اخوته ، كان سقفاً حين لَوح لهم الشتاء ببرده زاداً حين لوح لهم الجوع بمرارته و ضيفاً خفيفاً في ثقل اوجاعهم ،
كان يحلم بركوب طائرة فالكادحين لا تتسنى لهم هذه الفرصة ربما لطوال حياتهم فكان كلما التقيته واحدثه عن اسفاري يقل لي صف لي منظر الارض من فوق وكيف تكون الانهار والمحيطات وهل صحيح ان هذه الطائرة الضخمة تهتز بالمطبات ؟ اليوم تحقق حلم هذا الفتى النبيل اليوم بعد سنوات مريرة قضاها يحرس بلاده ركب الطائرة لأول مرة في رحلة هي الاولى والاخيرة رغم انه لم يحصل فيها على مقعد مريح بجوار النافذة ورغم انها لم تكن طائرة متجهة الى قبرص او البندقية او باريس كباقي رحلات الامراء بل كانت طائرة عسكرية عادت به من ( حدود الاردن – مخفر الحسام حيث كان يحرس حدود وطنه.. بالطبع وطنه بالاسم فقط فلم يكن لهذا الجميل متر واحد في وطن ضل يحرسه سنين طوال) عادت به الى بغداد لكن أمير لم يستمتع برؤيه بلاده من الاعلى كم كان يحلم لأن عينيه قد إغمضت وضجيج قلبه الطيب قد سكن وروحه عانقت خالقها شاكية باكية من ظلم اهل الارض بكل مسمياتهم ،
طوبى لتراب وادي السلام الذي سيلف ضلوعك وطوبى لخشب التوابيت انه لامس شموخ كتفك وطوبى لوطن افتديته وما افتداك ، وطوبى للجنة بنبل محياك
لا نامت أعين رأتك صريعاً
لا تعافت يد ازهقت روحك
ولا استراحت نفس رضيت بما حل بك
ابلغوا القائد العام للقوات المسلحة ان جيشه الان نَقص واحداً
ابلغوا القادة العسكريين ان خططهم سريعة المفعول في ترحيل جنودنا الى الجنة
ابلغوا الساسة والمتسيسين ان خطبهم خلف الشاشات جعلت احبتنا يجلسون خلف الحياة
ابلغوا رجال الدين كم من حسين فقدنا .. ترى ألم يكتف يزيدكم بعد ؟
الوجع أصم .. والحنين أخرس والشوق لا يُرى وأصدق ما أشعر به من ألم أصعب من ان يروى
أمير .. يا الله كم افتقدك