23 ديسمبر، 2024 5:57 ص

استدلالات الطباطبائي الفلسفية في تفسيره (الميزان)الحلقة(1)

استدلالات الطباطبائي الفلسفية في تفسيره (الميزان)الحلقة(1)

تعريف
هو: محمد حسين الطباطبائي المعروف بـالعلامة الطباطبائي (1321- 1402هـ. ق) من أبرز فلاسفة عارف ومفكري الشيعة في القرن العشرين. اشتهر بتفسيره المعروف بالميزان في تفسير القرآن. یوجد عنه ایضا الكتب الفلسفية كبداية الحكمة ونهاية الحكمة وكتابه المعروف أصول الفلسفة والمذهب الواقعي الذي تصدى المطهري لشرحه والتعليق عليه. تخرج من حلقة دروس الطباطبائي الكثير من الأعلام كالمطهري و الشيخ جوادي الآملي والشيخ مصباح اليزدي والبهشتي وغيرهم. وقد لعبت مناظراته مع الفيلسوف والمتخصص بالشأن الشيعي “الفرنسي هنري كاربن” دوراً مهما في إيصال الفكر الشيعي وصورة التشيع إلى المجتمع الأوربي. (الموسوعة الحرة).
وهو مؤلف موسوعة (الميزان في تفسير القرآن) الذي نحن ننقل عنه اقواله واستتلالاته الفلسفية في الكثير من القضايا التي فيها اختلافات كبير ورؤى مختلفة ، ليس ما بين المسلمين انفسهم لأختلاف فرقهم واهوائهم فحسب، وانما ايضا الاختلاف ما بين الالهيين والماديين والوجوديين وسواهم .
المبحث الاول
*العلة والمعلول
يقول الفلاسفة: كل شيء يصدر عنه أمر إما بالاستقلال أو بالانضمام فإنه علة لذلك الأمر ومعلول له، وهي فاعلية ومادية وصورية وغائية فالفاعل مبدأ التأثير وعند وجوده بجميع جهات التأثير يجب وجود المعلول.
وويشيرون الى أنه: يجب المخالفة بين العلة والمعلول إن كان المعلول محتاجاً لذاته إلى تلك العلة وإلا فلا، ولا يجب صدق إحدى النسبتين على المصاحب.
   اما الطباطبائي فيرى أن: البراهين العقليّة ناهضة على أنّ استقلال المعلول وكلّ شأن من شئونه إنّما هو بالعلّة، وأنّ كلّ ما له من كمال فهو من أظلال وجود علّته، فلو كان للحسن والجمال حقيقة في الوجود فكماله واستقلاله للواجب تعالى لأنّه العلّة الّتي ينتهي إليه جميع العلل، والثناء والحمد هو إظهار موجود مّا بوجوده كمال موجود آخر وهو لا محالة علّته، وإذا كان كلّ كمال ينتهي إليه تعالى فحقيقة كلّ ثناء وحمد تعود وتنتهى إليه تعالى، فالحمد لله ربّ العالمين. (راجع الميزان ج1ص24)
ونظرية الطباطبائي هي قريبة من نظرية الفارابي الذي يرى ان الموجودات على ضربين:
احدهما اذا اعتبر ذاته لم يجب وجوده ، ويسمى ممكن الوجود .الثاني اذا اعتبر ذاته وجب وجوده ويسمى واجب الوجود . وان كان ممكن الوجود اذا فرضناه غير موجود لم يلزم منه محال ، فلا غنى بوجوده على علة ، واذا وجب صار واجب الوجود بغيره ، فيلزم من هذا انه كان مما لم يزل ممكن الوجود بذاته واجب الوجود بغيره ، وهذا الامكان اما ان يكون شيئا فيما لم يزل ، واما ان يكون في وقت دون وقت . والاشياء الممكنة لا يجوز ان تمر بلا نهاية في كونها علة ومعلولا ، ولا يجوز كونها على سبيل الدور ، بل لابد من انتهاها الى شيء واجب هو المودود الاول . (راجع سعيد زايد، الفارابي ص83 دار المعارف بمصر).