23 ديسمبر، 2024 4:20 ص

استدارة بأتجاه الأزمة القطرية !

استدارة بأتجاه الأزمة القطرية !

على الرغم من أنّ انباء امس حملت لنا خبراً من صحيفة ” وول ستريت جورنال ” الأمريكية , بأنّ قطر هيّأت نفسها لهذه الأزمة , او ازمة مقاطعتها من دولٍ خليجيةٍ وعربية منذ عام , 2014 وبالتفاصيل والأدلّه الموثّقه ’ عبر توسيع موانئها لاستقبال سفن الشحن العملاقة وكذلك توسعة مطار حمد الدولي للتهيئة لتوريد منتجات غذائية وفنية بديلة عمّا يصلها من السعودية والأمارات والبحرين وسواهنّ , لكنما رغم تفاصيل هذا الخبر وابعاده الستراتيجية ولربما اكثر من ذلك , فأنّ ازمة قطر ومنذ انطلاقتها منذ عدة اسابيع , فأنها غدت بعيدةً عن < الأوتوستراد السياسي – الطريق السياسي السريع > لعالم الإعلام والسياسة , ولذلك كان لابد من الألتفاتة والأستدارة نحوها .

تقتضي الإشارة أنّ ” الإعلام ” لعب دوراً حيوياً في تصعيد واستمرارية هذه الأزمة , ويمكن القول أنْ منذ شرعت قطر بتسريب ثمّ نشر الشروط الخليجية ال 13 لتسوية وحلّ الأزمة , الى وسائل الإعلام , فأنّ بوابات الحلول الممكنة بدأت بالأنغلاق واحدةً تلو الأخرى , وذلك ما افرزَ وادّى الى انطلاق تصريحات التحدّي المتبادلة بين قطر والدول الخليجية الثلاث الأخرى , الى الحدّ الذي يفيض بها تويتر ووسائل السوشيال ميديا الأخرى .

نشير ايضاً الى أنّ زيارة الرئيس التركي اردوغان الأخيرة وما سبقها من زياراتٍ لمسؤولين اتراك الى قطر ودول الخليج ذات العلاقة , لم تكن لأجل الوساطة لحلّ الأزمة حسبما اُشيع ونُشر عنها , انما كانت لتطييب خواطر وازالة مخاوف تلكم الدول الخليجية حول القوات التركية التي جرى ارسالها الى قطر بعد اندلاع اأزمة .! , وقبل ذلك ينبغي الفات النظر بحدّه وشدّة الى أنّ ثلاث وزراء خارجيةِ دولٍ عظمى ” امريكا وبريطانيا وفرنسا ” قاموا بزياراتٍ متقاربة الى قطر ودول الخليج الأخرى , لكنهم لم يستطيعوا زحزحة الأزمة القائمة حتى ملليمتر مربّع او مكعّب واحد .! وهنا يكمن مكمن الخطر .!! فمساحة قطر التي تبلغ بمساحة بضعة احياءٍ سكنيّة في أيٍّ من الولايات الأمريكية , فما اسهل وأسهل على الرئيس ترامب أن يرغم الأمير تميم على الأستسلام وتنفيذ الشروط الخليجية ال , 13 , لكنه من اكثر من الواضح أنّ الأدارة الأمريكية طلبت او أملت على قطر لإدامة الأزمة واستمراريتها وديمومتها والإبقاء عليها لأجل ادامة الفتنة العربية – العربية , وما يفرزه ذلك من دولاراتٍ ملياريةٍ خليجية تشدّ الرحال الى امريكا .! , فعدا الصفقة السعودية – الأمريكية التي اعقبت القمة الأسلامية – الأمريكية والتي تجاوزت 400 مليار دولار لشراء طائرات امريكية للمملكة , فعقدت قطر صفقة ال 12 مليار دولار لشراء مقاتلات F 15 من الولايات المتحدة . !

وإذ هذه الأزمة باقية على حالها , واذ الكويت اصابها الملل من امكانية التوصل الى حلّ , وهي مستفيدة من دورها في الوساطة كي لا تقاطع قطر ولا تغضب امريكا , وحيث أنّ الإمارة القطرية لابد أنْ تأثرت اقتصادياً من اجراءات المقاطعة الخليجية – العربية , لكنه لو تتوفّر للأمير تميم ارادة متجرّدة من كلّ الاعتبارات لخدمة وطنه , فبوسعه الأستفادة من ثلاثة عناصر : –

\ 1 إرسال مبعوثين قطريين ” سرّاً ” الى المملكة السعودية وبعيدأً عن أعيُن وكاميرات وسائل الإعلام للتفاوض لحلحلة الأزمة .

\ 2 البحث مع الشركاء الخليجيين حولَ < عفا الله عمّا سلف > وبشروط .

\ 3 تدوين وتوثيق تعهّداتٍ بعدم دعم قوى المعارضة والتطرف والأرهاب في كافة الدول العربية , وارسال نسخة من هذا التعهد الى الأمم المتحدة ومجلس الأمن بذلك , على أنْ تتضمّن فقرةً ستراتيجية توضح بأنّ ما يثبت العكس من ذلك لاحقاً فأنه يعرّض قطر للبند السابع من قوانين الأمم المتحدة , وحتى قبولها بحصارٍ بحري على صادراتها ووارداتها .!

فأذا ما حدث ذلك افتراضيّاً ومجازيّاً , فأنّ قطر ستعود الى وضعها الطبيعي – الخليجي , وستنقطع اجراءات المقاطعة عليها خلال سويعات اذا ما قامت بالتوقيع على هكذا اتفاقٍ مفترض .

لكنّنا هنا نؤكد ونشدد أنّ كلّ ما مطروح سوف لن يحصل , والأمير تميم وامارته التي يملكها رغماً عن انوف شعبها , فهو يفضّل إبقاء الوطن مجروحاً بدلاً عن التضميد الممكن , فالأمير ليس سوى أسير بيد امريكا , وتل ابيب ايضاً , ونضيف أنّ كلّ ذلك ليس مفصولاً عمّا يجري في المنطقة …