18 ديسمبر، 2024 10:10 م

استخبارات ومليارات للتسليح ورشاوى للاعلام

استخبارات ومليارات للتسليح ورشاوى للاعلام

ماذا جرى للعالم ؟ ماهذه الثقافة المغلفة علمانية بعبارات فضفاضة واقعها استخبارات وحروب ووسائل تعذيب واختطاف وتجويع وقتل واثارة فتنة، ما هي مهام الاستخبارات ؟ ظاهرا انها تتجسس على المجرمين والجرائم الذين يسيئون للمجتمع ويعبثون بالامن حسب كل دولة واستخباراتها ، المجرم الحقيقي هو الفقر وبالفعل لحرص الاستخبارات ومهنيتها في عملها القت القبض على الفقير فقط وهو متلبس بجريمة الفقر وطبقوا عليه قانونهم واخضعوه لوسائلهم التعذيبية ، اما الغني والقوي والمستهتر فهو خارج المنظومة الاستخباراتية والقانونية وهو مملكة بنفسه ولنفسه .

ما عادت امريكا تلتفت الى اي وثيقة تدينها لان جرائمها التي تقوم بها بشكل علني وبغطاء قرقوزي من مجلس الامن وامه منظمة الامم المتحدة .

بل هي تصرح علنا انها اسست المنظمات الارهابية وبدون خجل ووجل تقتل ويطبل لها اعلامها المسيطر على ثلث وسائل الاعلام على الكرة الارضية بفضل مردخاي .

في 5/2/2003 القى كولن باول وزير خارجية بوش كلمة في مجلس الامن يتهم العراق ويؤكد بالوثائق بانه يمتلك اسلحة الدمار الشامل ويجب شن الحرب ، وفي 9/9/2005 ظهر نفسه وزير الخارجية ليقول بان خطابه انف الذكر وصمة عار على جبينه ، ومن ثم ماذا ؟ هل تمت محاسبتهم ؟ هل سيعود ضحايا العراق الى الحياة ؟ هل سيتعافى الجرحى والمعوقين ؟ هل ستعود البنى التحتية التي هدمتها وسيلتهم الاجرامية الحربية ؟ مهزلة الاعتراف بالخطا دون الحساب هي مهزلة الضحك على الذقون وكما يقال من امن العقاب اساء الادب

لاحظتم في اخر فديو للمجرم بوش وهو يتلقى الاهانات من ضابط امريكي كشف حقيقته الاجرامية وحقيقة اكاذيبه، فكيف رد عليه بوش ؟ رد كما ترد عادل امام في احدى افلامه يقول ( ضربني على قفاي وقلت له اهم حاجة كرامتي ، مرمط بي الارض وقلت له اهم حاجة كرامتي)

مشكلتنا في حكامنا بالدرجة الاولى وفي ثقافة شعوبنا التي تتلاعب المؤامرات بقوت يومهم فاصبح الحصار سلاح الجبناء الخبثاء ، وهذا يؤثر على بعض من يقبل استبدال الكرامة بقطعة رغيف .

هنالك شخص مسؤول في البيت الابيض يحافظ على التوازن الاعلامي بين الحزبين ( الديمقراطي والجمهوري) بحيث عند كشف فضيحة للديمقراطي لا يحق للاعلام كشف فضيحة ثانية ما لم تكشف فضيحة للجمهوري حتى يتعادلان ،يعقبها كشف حسنة للديمقراطي ومثلها للجمهوري، هكذا هو التلاعب بعقول الناس لكي يخدعوهم بان امريكا بلد الديمقراطية والحرية ، ولا يفوتني ان اذكر ان ما يقوم الاعلام بكشفه من مساوئ الحزبين هي لتخدير عقول الناس اولا وهذه المساوئ لا تؤثر على مكانة الحزبين ثانيا ، قالوا فضيحة ووترغيت ومن ثم ماذا لا شيء ؟ وغيرها من الفضائح .

ان الديمقراطية المزيفة التي جاء بها بوش للعراق سرعان ما فاحت رائحتها الكريهة عبر الرشاوى الذي قدمها الامريكان لبعض الصحفيين العراقيين المتخاذلين من اجل كتابة مقالات تحسن صورة امريكا وسرعان ما فضحت هذه المؤامرة وقبل ان ينتقد الحزب الديمقراطي هذه الرشاوى خرج جون وارنر وهو من حزب الجمهوري ومعه سيناتور من الكونغرس ليعلن اسفه لهذه المعلومات التي تسيء للصحافة ولامريكا وانه اتصل برامسفلد للتاكد من هذه المعلومات ومعاقبة المرتشين ، هذا هو اسلوب اعلام الصدمة حيث انه يتماشى مع الغضب لكي يمتصه دون ان يتحمل اية تبعيات على جرائمهم .

وتاكيدا لصورة امريكا السيئة بسبب معلومات استخباراتها السيئة وآلتها الحربية القذرة يصرح لورنس دريتا الناطق باسم البنتاغون بانهم خصصوا 300 مليون دولار للاعلام لتحسين صورة امريكا ، يا اخي الاعلام لا يكتب الا حقيقتكم ، حسنوا حقيقتكم وعاقبوا مجرميكم ستتحسن صورتكم ؟ حجموا الـ سي اي ايه في اعمالها التجسسية والاغتيالية والاعتقالية والتدميرية ستتحسن صورتكم .