قطعاً ويقيناً أنّ الثاني عشر من أيار المقبل المشار اليه اعلاه لا يتعلّق بيوم الأنتخابات العراقية المتّسمة بالتسقيط السياسي والتلاعب ببطاقات الناخبين من قبل حدوثها , حيث من المعروف بتعلّق الأمر بقرار الرئيس ترامب في الغاء الأتفاق النووي مع ايران او إبقائه , رغم أنّ الإلغاء هو المرجّح بنسبةٍ ما على الرغم من بعض الأعتراضات الدولية لذلك وخصوصاً فرنساً وبريطانيا , بالأضافة الى اعتراضات اخرى من بعض قيادات الكونغرس الأمريكي . وقد اشرنا في مقالتنا ” الأحد الماضي ” ولا بد أن اشار غيرنا ايضاً بأنّ القنبلة النووية السرائيلية التي القتها اسرائيل مؤخراً على مواقع حربية سورية – ايرانية , قد كانت حدثاً استباقياً لما قد يحدث بعد 12\5 ولمحاولة الحؤول دون وقوعه .
المنطقة والعالم يعيشان حالة الأستنفار النفسي والعسكري القصوى وكأنها حرب الأعصاب قد اندلعت ولا سبيل لوقفها .!
اولى او من اوائل هذه الأستحضارات هي سحب حزب الله لكافة مقاتليه من سوريا ” ويقال أنّ ذلك جرّاء ايعازٍ ايراني ” , ولعلّ السبب في ذلك هو عدم اعطاء فرصة لأسرائيل لضرب وقصف اهدافٍ عسكرية غير سوريّة داخل الأراضي السورية , وقد تمّ نشر المقاتلين المنسحبين على طول الحدود مع اسرائيل مع نشر 34 بطارية صواريخ ايرانية على امتداد الشريط الحدودي .
<< وإذ وردَ اثناء كتابة هذه السطور خبرٌ عن تصريحٍ للرئيس ترامب بأنه سوف يعلن موقفه الأخير حول الملف النووي الأيراني في الساعة السادسة بتوقيت غرينيتش لهذا اليوم الثلاثاء >> , فننقل عن مصادر اخبارية بأنّ عدد السفن الأمريكية التي تمّ سحبها من بحر الصين اكثر من 33 قطعة بحرية وجرى ارسالها الى الى الخليج العربي وبحر عمان وحدث هذا منذ ثلاثة ايام , وبموازاة ذلك فقد تمّ شحن اكثر من40 بطارية صواريخ باتريوت الى السعودية من القاعدة الأمريكية في الكويت , كما نصبت امريكا خمسة بطاريات مشابهة في البحرين و23باتريوت اخرى في الأمارات , وقد صاحب ذلك ارسال حاملتي طائرات امريكية قرب سواحل اسلاائيل القريبة من لبنان , والأخرى الى بحر عمان .
والى ذلك قامت اسرائيل خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية بنشر اربع منظومات من مضادات الصواريخ من نوع ” ثاد ” حول كلّ مدينةٍ من الخارج , وبطاريتين داخل كل مدينة , وفي المجمل فأنّ الحدود الأسرائيلية فأضحت كأنها جدار من” القبّة الحديدية ” المعروفة , فبين كلّ عشرة كيلومترات فقد نشروا بطاريةً من صواريخ الباتريوت ..
التحشدات العسكرية الأمريكية – الأسرائيلية الجارية على عجل تضاهي التحشّد الدولي في حرب عام 1991 ضدّ العراق ولكن بقدراتٍ تسليحية – صاروخية اكثر وخصوصاً من الناحية النوعية , كما انها وفي ضمن الأستعدادات الجارية فلم تترك مجالاً ما للحرب النفسية التي تسبق الحروب وترافقها , فالتحركات غدت تسبق الكلمات .!
وفي الإنتظار الحارّ لإعلان ترامب لموقفه الأخير من الأتفاق النووي الأيراني مساء اليوم , واذا لم يبادر الرئيس الأمريكي بأتخاذ خطوة ” ثورية ! ” بألغاء الأتفاق , فيبدو أنّ مواقف بريطانيا وفرنسا الأحتجاجية المضادة لألغاء الأتفاق قد أدّت مفعولها , بالأضافة الى ضغوطٍ اخرى من داخل وخارج الولايات المتحدة , وبتجاوزٍ لرغبات بعض دول الخليج لحث ترامب في المضيّ بقراره .. الموقف لم يتضح بعد وقد يتجاوز التكهنات والتحليلات الصحفية والسياسية .