كانت رغبتي اعداد رسالة للسيد رئيس الوزراء القادم … لكن بعض الاحبه اثاروا أُمور غاية في الاهمية … وهي فعلاً تستحق الوقوف عندها …جوهرها ان اي تغير او اي توجه دراماتيكي لنتائج الانتخابات سوف لن تتبدل … وكذلك فان توجيهات المرجع الديني الاخيره سوف لن تحدث اي تغير في الموقف او في دفع الناخبين لصناديق الانتخاب … وكان المفروض ان تامر او تدعوا المرجعية الى استبعاد رؤساء القوائم المتسيدين لها حصراً … والذين اعترفوا واقروا انهم قد مارسوا الفساد وكذلك الفاسدين … او من اقروا بضرورة تركهم المسؤوليه ليفسحوا الطريق للاخرين٠.
لذلك فان منع الفاسدين من اعادة قيادتهم للقوائم لا بل ترشيحهم انما يشكل حالة كبيره من الاحباط الشديد للناخبين … حول صدقية وجدية التغير الموعود الذي يطمح له كل عراقي …لكن كل هذا وذاك لن يحدث … فالمتصدرون للوضع السياسي ومآسيه لا زالوا يتصدرون القوائم الانتخابية الحاليه …ويطلق عليهم ( بالخمسة الكبار ) المهيمنون على الوضع ومعهم من يتوقع الحصول على اكبر قدر من المكاسب والمغانم والامتيازات … وليس من اجل القيام بالاصلاح او التنمية والخدمات … وهذا يعني ان التغير لن يحدث بضل الاطماع… فقد تتغير بعض الوجوه … لكن المحاصصة ستبقى وربما سيجدوا لها تسمية اخرى وقد يطلقوا عليها ( بالمشاركه) او يضعوا لها اسم اخر … ووفق هذه الصوره سوف لن تكون هناك معارضة حقيقيه بحجج وتبريرات وتخريجات كثيره … منها ان المعارضة ليست ناضجه … او ان المعارضة في العراق قائمة على التسقيط للاخر …وليس المراقبه والمتابعه والتوجيه … وفي الواقع ان المجاميع التي ستدخل البرلمان سيكون هدفها الاول هو تحقيق الكسب المادي والاستفاده القسوى من الامتيازات … فكيف ستوافق على مجرد المعارضة والانتقاد … والاخرون يستغلون حجمهم فيستغلوا وينهبوا ويستفيدوا …هذا النوع من المعارضة سوف لن يحدث … لانه سوف لن يرضى احد ان يكون معارض حتى لو اضطر بالخروج من كتلته اتت به… لانه سيعتقد ان وضعه كمعارض سيهمشه٠
لكن لو كانت هناك اتفاقات قد تمت قبل الانتخابات وكان لديهم برنامج واضح وطموح معد مسبقاً قبل اجرائها لوفرت على المرشحين والناخبين الكثير من المسائل .
اما الترويج لفكرة عبور الطائفية يمكن اعتبارها خدعة كبيرة … فهل تعني عبور المحاصصة ؟ هذا لا ولن يحدث … لسبب واضح … وهو ان الكتلة الاكبر هي التي ستهيمن على المناصب وهي التي ستتولى توزيع المحاصصة … ووفق هذه الصورة سوف لن يحدث اي تغير حقيقي مثير ومؤثر او اي تغير يبنى عليه … فمن خلال قراءة اللوحات الانتخابية المنتشرة في الشوارع … يُظْهًر المشهد بمعاني اخرى سواء في رمزية وجود رئيس القائمة مع اسم المرشح اواسم قبيلته … في حين لم تظهر اية معاني اخرى … لبرنامج او اي معيار وطني او اي نوع من الخدمات المطلوبه … حتى صيغ التحالفات واللقاءات والوعود لم تحدث الا مع القائمة الاكبر المرشحة للفوز لكي يضمنوا لهم موقع … وهكذا ستحدث ردات فعل وخلافات وربما مشاكل في هذا الجانب٠
وهناك جانب اخر وهو ان مستقبل العراق … لا يقرره الشعب العراقي مباشرةً … وانما سيقرره ويوجهه الخمسة الكبار الذي يحملون الرقم (١) في كل قائمة… اما القرارات والتوصيات ستكون جاهزه وستقر باسم الكتلة وليس باسم الشعب ٠
واكبر مثل على ذلك هو عدم حصول اي اعتراض على قانون العفو الذي اخرج اعتى المجرمين والمزورين والنصابين … فمن كل ما ذكرناه وما نتوقعه فان النتائج يمكن ان تكون محسومة …فقط سيكون الاختلاف في بعض الوجوه اما العناصر الفاسده فسيدخل معظمها تحت مظلة القيادات الفاسدة … وهذا ماسيكون والله اعلم … لنرى