على الرغم من تأجيل زيارة رئيس الوزراء الى المملكة العربية السعودية , جرّاء دخول العاهل السعودي الملك عبد الله الى المستشفى , لكنّه يمكن القول وبدرجةٍ عالية أنَّ هذه الزيارة المرتقبة , وكأنّها قد تَمَّتْ ! وبنجاحٍ شبه منقطع النظير, وكأنها ايضاً قد افرزت نتائجاً ايجابيةً مثمرة لصالح البلدين .
والى ذلك ايضاً , فهذه الزيارة ليست كأيِّ زيارةٍ لرئيس دولة الى دولةٍ عربيةٍ شقيقة << مهما سبقها من تقاطعاتٍ ومداخلات على مدى نحو 30 عاماً , وهي اقلّ من احتلال المانيا لفرنسا في الحرب العالمية الثانية , ومنْ ثَمَّ فالودّ والعلاقات والمصالح والأهداف المشتركة هي التي تتحكّم وتسود كلا البلدين , وسواهما من الدول المتقاتلة والمتخاصمة الأخرى ضمن سياق المتغيرات والعلاقات الدولية >> .
زيارة السيد مصطفى الكاظمي الى المملكة تشكّل بدايةً لنقلةٍ نوعية في الوضع العراقي في كلا المجالين السياسي والأقتصادي , والعراق هو المستفيد الأكثر !,
كما أنّ اختيار زيارة السعودية كمحطة اولى لجولة رئيس الوزراء وتفضيلها على محطاته الأخرى في جدول الزيارة , لم يكن عبثاً , وكان اختياراً مدروساً .
وإذ أشرنا في اعلاه بأنّ الزيارة وكأنها تَمّتْ وبنجاح , فذلك بغضّ النظر عن وزراء النفط والمالية والتخطيط العراقيين قد وصلوا الى الرياض منذ ايامٍ , وجرى توقيع اتفاقياتٍ ومذكرات تفاهم مع نظرائهم السعوديين , وبدا أنّ قافلة العلاقات العربية – العربية قد انطلقت وبأقصى سرعة .!