22 نوفمبر، 2024 3:19 م
Search
Close this search box.

اسبوعان وإعتصام طلبة كلية الهندسة بالجامعة المستنصرية بدون حلول

اسبوعان وإعتصام طلبة كلية الهندسة بالجامعة المستنصرية بدون حلول

اسبوعان والدراسة معطلة بكلية الهندسة في الجامعة المستنصرية , والسبب ان الطلبة نظموا اعتصاما يقولون انه ردا على اجراءات اتخذتها عمادة الكلية , تتعلق بغلق احد المداخل المهمة لدخولهم وخروجهم ونقل احتفالات التخرج الى خارج بناية الكلية والنقص في وجود الخدمات الطلابية ومنع ادخال اجهزة الموبايل , وسواء كانت تلك المطالب مشروعة او غير مشروعة فالمفروض الاستماع اليها والرد عليها سلبا او ايجاب وعدم اطالة الاعتصام , وتلك من مسؤولية عميد الكلية او من يخوله وفي حالة تعذر المعالجات فإن رئاسة الجامعة من حقها التدخل لحل الموضوع , لان الاصوات التي يطلقها الطلبة رغم طابعها السلمي باتت تعطل الدوام وتتسبب بحرمان الجميع من المواظبة عليه , وهم بمستوى علمي مرموق وكل ساعة من المحاضرات او التطبيقات لها وزنها في اعدادهم العلمي ليكونوا مهندسين عند تخرجهم , والمهندس يفترض ان يكون معد بشكل كفء لتكون له ادوار ايجابية في الاعمار والبناء في مختلف الاختصاصات .

وكما علمنا فان لقاء الطلبة مع السيد العميد و السيد رئيس الجامعة المستنصرية قد تم بالفعل , وفيه طرح الطلبة مطالبهم وموضوع الاعتداء عليهم من قبل عمال النظافة والذي اعتبروه عملا مدبرا , واعتقدنا ان الموضوع قد انتهى عند هذا الحد , ولكن وسائل التواصل الاجتماعي نشطت مرة اخرى مطالبة بتصعيد الاعتصام باعتبار ان مطالب الطلبة لم تتم الاستجابة لها بعد , وهو ما ادى باستمرار المظاهر المتشنجة فهي لا تزال سائدة في الكلية , مما يتطلب العمل على انهائها بأقرب وقت ممكن لغرض إستثمار الوقت وعدم اضاعته , سيما وان ( الخصومة ) محصورة بين الطلبة والعمادة , والجميع يعلم ان العميد هو الاب والأخ للطلبة كما ان الطلبة يجب ان يتعاملوا مع العمادة والأقسام على اساس الاحترام , فهذه التسلسلات الادارية وجدت لخدمتهم وانجاز مهامهم العلمية والإدارية في الأساس , بمعنى انها ليست سلطات فوقية وإنما وجدت لغرض التسهيل وليس من باب التعسف والاضطهاد .

المهم في الموضوع , ان هذه المظاهر الديمقراطية التي لم يألفها الكثير في ظل الانظمة الشمولية السابقة , يتوجب ان توظف وتوجه لأغراضها المحددة بموجب الدستور الذي كفل حق التعبير عن الرأي , بمعنى ان يتم التعامل معها بروح تربوية وبدون تشنجات لأن الطلبة وعمادتهم هم جزء من نظام تعليمي داخل مؤسسة التعليم العالي , كما ان النتيجة النهائية يجب ان لا تصل الى حد التعارض المطلق , لان القضية ادارية بامتياز ويمكن حلها من خلال التفاهم وعرض المواقف بشفافية ومرونة تسهم بحلول عاجلة برحابة الصدر , وفي ظل مثل هذه الحالات التي اوصلت تفاصيلها إلى الفضائيات ووسائل الاعلام , نستغرب غياب دور وزارة التعليم العالي والبحث العلمي , وهي المسؤولة عن التعليم الحكومي في العراق , فقد كان من الاجدر ان يصدر تصريحا من الناطق الرسمي بإسم الوزارة لتوضيح حقيقة ما يجري وما سيتم اتخاذه من اجراءات , او ان تقوم احدى دوائر الوزارة بزيارة ميدانية لمعاينة ما يجري والتدخل لحسم الموضوع .

نتمنى مخلصين ان تتم معالجة مثل هذه الحالات , من خلال فهم الممارسات الديمقراطية لشبابنا والاستجابة لها على انها حالة ايجابية ولا تستوجب العداء , كما ان الطلبة يجب ان يدركوا خطورة تعطيل الدوام من حيث نتائجه على اكمال المناهج والإيفاء بمتطلبات النجاح والتخرج , فهؤلاء هم ابنائنا وشركائنا في الوطن وهناك متسع من المرونة لفهمهم واستيعابهم والاستجابة لطلباتهم العادلة وتصحيح اخطائهم ( ان وجدت ) , والتربويون قد تقبلوا وقبلوا هذه المسؤولية الجسيمة بعد ادراك جميع ما يترتب عليها من اعباء , كما نأمل من ابنائنا الطلبة سلوك الطرق الصحيحة في التعبير عن الرأي من دون احداث أية اضرار بالمصالح العليا والمال العام والحرص للعودة السريعة للدوام , وتلك أوصاف اطلقها السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي عند تحديده لمعايير التظاهر الصحيح , وفي كل الاحوال فان من الواجب المهني الاستماع الى مطالب المتظاهرين من خلال اللقاء مع ممثليهم , ومن ثم الاتفاق على الممكن وغير الممكن في ضوء التعليمات , وهي قضية تدخل في الاطار الديمقراطي ولكن مدى استمرارها يجب ان يكون لوقت معقول .

أحدث المقالات