الحزب ، حسب علم السياسة جماعة يوحدها هدف ومعتقد وتنظيم لها برنامج سياسي واقتصادي واضح يسعى للوصول إلى السلطة ، لتحقيق اهدافه المعلنة، ولو طبق اي منا هذا التعريف على الاحزاب الدينية التي استلمت السلطة ، لوجد انها احزاب لها معتقد ، ولها هدف الا وهو الوصول الى السلطة ، وهي منظمة بموجب التنظيمات الحزبية المعروفة ، غير انها أضاعت الهدف ، لأن المقصود من وراء استلام السلطة هو تحقيق هذا الهدف ، اي البرنامج السياسي والاقتصادي. وهي جاءت إلى السلطة بلا هدف ، إنما هي جاءت لاستلام السلطة فقط وظلت قياداتها تلتفت حائرة بين اليسار واليمين ، لأنها لم تكن قيادات مدربة مؤهلة لاستلام او التصدي للعمل الحكومي ، انها لم تكن مدارس تعد القادة الإداريين الاقتصاديين للتصدي للوظيفة العامة ، إنما هي كانت مدارس دينية تعد رجال دين لا رجال دولة ، والملفت أنهم امام مغريات المال العام تحولوا إلى رجال تجارة وتركوا المعتقد ، تحولوا الى خبراء تعاقد لا ادعياء للتقوى ، كما وان مؤتمراتهم الحزبية كما يبدو لا تقوم بعمليات مراجعة لفترة الحكم السابقة مما يثير الدهشة سييما وانها دخلت في الأعوام التي تلت الاحتلال في أتون السلطة وحولت الدولة إلى مقاساتها ، مما يوحي انها كانت ولا زالت احزاب سلطة لا احزاب دولة ، ولما كانت هي احزاب دينية ، فإنها كانت طائفية ، واختصرت المواطنة بالهوية الضييقة وتباعدت تدريجيا عن قاعدة السلطة لمن يستحقها نحو تضييق السلطة لتنحصر فيها محولة بذلك سلطة المجتمع الى سلطة الفئة او سلطة(الجماعة ) واصبحت الدولة وفق مبدأ المحاصصة دولة الاقطاعيات الوزارية واقطاعيات الدرجات الخاصة، وهكذا فشلت هذه الاحزاب في تحقيق رهان بناء الدولة الدينية ، وبسبب عدم فهمها للادارة والاقتصاد فشلت ايضا في بناء الدولة المدنية ، وهكذا اطلق على دولتهم من قبل المجتمع الدولي بالدولة الفاشلة ، وكان نتيجة هذا الفشل الحراك الشعبي ثورة تشرين (2019 ) التي مافتئت تستعر لازالة فشل هذه الاحزاب واعادة بناء الدولة وفق مفهومها الحديث.