اذ الحرب الدموية وحرب التجويع الأسرائيلية في غزّة او عموم قطاع غزة , تحتل الأولوية في سُلّم الصراعات الدولية , وانّ القرص المُسكّن الوحيد الذي يقلل من حدة النار الإسرائيلية بنسبة 10000 % 1 أو اقلّ بكثير ! هو الرهائن الصهاينة المتبقّين لدى حركة حماس لحدّ الآن .! , أمّا اذا ما بلغت الأمور درجةً افتراضيةً ما لأن تُطلق حماس آخر رهينة ( وهو السلاح الوحيد المتبقي لديها ) فآنذاك ستصُبُّ جهنم الأسرائيلية حممها على كل مساحة القطاع وربما لا يبقى بشر وحجر , وستغدو عملية التهجير قد انطلقت وبأوسع نطاق .. من الواضح ايضاً أنّ الوساطات المصرية والقَطريّة لم تُعُد ذي نفع , فجميعها لا تستجيب الى الحدّ الأدنى من شروط ومطالب ” حماس ” بوقف الحرب كلياً , وهذا ما لا يناسب قادة تل ابيب , بل أنّ الأبعد من ذلك فطالما بقاء نتنياهو في سدّة الحكم فلا أمل بوقف الحرب ولأسبابٍ غدت معروفة بما يتربط بمستقبله السياسي , لكنّ الأنكى فإنّ افتراض ازاحة نتنياهو ” بإقالة او سببٍ آخرلا نوّد التطرّق اليه .! ” ومجيء بديلٍ آخرٍ , فلن يُغير من الأمر ولا حتى اقل من قيد أنملة .! , فالمخطط المرسوم امريكيا واسرائيلياً بإخلاء القطاع من مواطنيه وتحويل غزة الى ريفيرا جديدة وفق تعبير ترامب , ومن ثَمّ شق قناة مائيّة جديدة توازي وتنافس قناة السويس وتجعلها في اضيق نطاق , هو ما يشكّل بوصلة الأحداث القادمة المطرّزة بالقنابل والصواريخ الفرط صوتية …
قد لا يُشار هنا الى ذكر تسلسل هذه الأزَمات المتشابكة مع بعضها عن بُعد وفق الجيوبوليتيك الدولي وتأثيراته وانعكاساته الأممية , فالحرب الروسيّة – الأوكرانية التي كانت التصورات عن دنوّ انتهائها ووقفها في مدىً افتراضيٍ شبه منظور ( وبعكس تطلّعات وتصريحات الرئيس ترامب المعروفة سلَفاً ) , بالأضافة الى توجّهاتٍ هيأة الأركان الروسية ” مع الكرملين ” للزحف والتقدم الى مناطقٍ اعمق في الداخل الأوكراني , وفرض شروطٍ صعبة على زيلينسكي بتقديم التنازلات , ويضاف الى ذلك توجّهات لندن وبعض دول اوربا في امداد وتمويل الماكنة العسكرية الأوكرانية بمزيدٍ من الأسلحة المتطورة والأموال والمعلومات الأستخبارية المتعلقة بالعمق الروسي واحداثيات القواعد الجوية والمراكز الستراتيجية الحربية الأخرى , فأنه لا يشكّل سوى صبّ المزيد من الزيت على النار , وهذا ما يجهض < ولا نقول في وأد > اي احتمالاتٍ لإيقاف هذه الحرب في المدى المنظور .
المفاوضات الأمريكية – الأيرانية وبجولاتها السابقة بلغت درجةً من التعقيد وافتقاد نقاط الإلتقاء وتفوّق نقاط الإفتراق .! , كما أنّ العنصر الإضافي الأخطر فيها هو اجتماع مجلس المحافظين في منظمة الطاقة الدولية واحتمال تقديمه لأدانة لطهران في عرقلة وعدم الأنصياع لشروط المنظمة بخصوص التخصيب , مع ما قد يفرض ذلك من نقل المسألة – المعضلة الى مجلس الأمن الدولي وتبعات ذلك ! , وما يعزز هذه الصورة المتشائمة هو انشغال الرئيس ترامب بأحداث التمرد في لوس انجلوس ومحاولة معالجتها عسكريا , ممّا يُبعد التركيز الأمريكي بشكلٍ او بآخر عن معالجة والتعامل مع الملف النووي الأيراني , مع ملاحظة تخفيف حدة تصريحات ترامب باللجوء الى القوة العسكرية على طهران حول هذا الملف ودونما ايّ ذكر لما قد يتبعه من ملفاتٍ اخرى .! وهذا بمجمله ما تعمل عليه ايران في الأستفادة من اطالة واستطالة عنصر الوقت ,وهو ما قائم وجارٍ .
القاسم المشترك بين هذهنّ الأزمات يتمحور ويتجسّد في عدم وقفها او ايقافها , ومع احتمالاتٍ لتمدّدها .!