في ظل كل الظروف الصعبة والمعقدة التي مرت علينا منذ احتلال العراق الى اليوم يبحث كل واحد منا عن بارقة امل قد تنتشلنا مما نحن فيه ويسأل نفسه ماهي افاق المستقبل ؟ وكيف لنا ان نتلمس طريق خلاص ؟ ولماذا يومنا الذي نعيشه افضل ولو نسبيا من مقبلات الايام اذا بقيت الاوضاع كما هي عليه ؟
اسئلة كثيرة ليس لها من جواب في ضوء الفوضى التي سببتها الاحزاب الاسلاموية الفاسدة وفي ضوء الازمات التي جعلونا نعيشها واخرها سياسة التجويع بتأخير صرف الرواتب للموظفين والمتقاعدين كل شهر فصرنا نعيش هاجس القلق المزمن على عوائلنا ومستقبل اطفالنا .قد يتصور البعض انني متشائم وهذا غير صحيح ، غير اني لا اجيد لعبة الكلمات المنمقة والعبارات الجميلة واؤمن بان بداية اي طريق هو ان تعرف حقيقة واقعك وتحلله بدقة وموضوعية فالتشخيص الدقيق اولى خطوات العلاج هكذا يقول منطق العقل السليم. ومن هنا فعلينا ان نعي بان ما يحصل من ازمات جزء من مخطط رهيب يطبقه علينا سياسيو الصدفة بتعمد مسبق ليجعلوننا ندور في دوامة لاتنتهي من الهلع والقلق وما يصاحب ذلك من ضعف التفكير من اجل استمرار بقائهم متنعمين بامتيازات السلطة على حساب جوع ومرض الملايين !! وبحسب خبراء اقتصاد متخصصين فان ازمة رواتب الموظفين مفتعلة وان ربط وزارة المالية اطلاق الرواتب بموافقة مجلس النواب على سياسة الاقتراض وبالمبلغ الذي حددته هي فيه تعسف لحق الموظف وانتهاك لحقوقه وحقوق من يعيلهم في حين يصرح اعضاء في اللجنة المالية وغيرها بان سقف مبلغ الاقتراض عال جدا ولانوافق على الـ 41 ترليون دينار في حين ان الحاجة لا تتجاوز الـ 15.. ويستمر السجال بين الحكومة ومجلس النواب اسابيع والمواطنون يدفعون الثمن باهضا ولا نتوقع من حلول بالامد المنظور .. ولست هنا في مناقشة موضوع الايرادات التي تناولها غيري من المتخصصين بشيء من التفصيل ممن اجمعوا بانه برغم تاثير انخفاض اسعار النفط وجائحة كورونا فان الحكومة تملك خيارات اخرى لتوفير سيولة تغطي بها رواتب الموظفين منها تدقيق مبالغ ايجارات عقارات الدولة التي تشغلها شخصيات سياسية وحزبية باقل من بدلها الحقيقي بكثير وضبط المنافذ الحدودية في طريبيل وغيرها وتخليصها من هيمنة وسيطرة الاحزاب المتنفذة وتخفيض او وقف بعض مخصصات ان لم نقل كل اصحاب الدرجات الخاصة من نواب ووزراء وغيرهم ، وجل ما اريد التوصل اليه بان ازمة الرواتب تاتي ضمن مسلسل ازمات طويلة لم تنته ما زلنا نعيش اثارها بمرارة ووجع ، وان لا مستقبل لنا اذا بقيت هيمنة الاحزاب الفاشلة والفاسدة على السلطات . كان منتفضو تشرين الابطال الوحيدون الذي اعلنوا صراحة وبصدق ومن دون تزويق للكلمات ان لامعالجة لكل ما نحن فيه من دون استعادة الوطن من شلة الفاسدين فكان شعار ( نريد وطن ) اختصارا لكل تطلعات المواطنين بالامن والامان والكرامة والسيادة والسلام بالتعيين وفتح افاق الاستثمار وو و . فالازمة ازمة وطن وقع فريسة بيد الظالمين .. نريد وطن هومن يفتح لنا افاق المستقبل ويجيب على كل الاسئلة وسواها فبدون الوطن نبقى نعيش دوامة لاتنتهي من الازمات .