مشكلة الصراع على الكرسي ليست وليدة اللحظة او ظاهرة طفت على سطح العهد الجديد بديمقراطيته العَرجاء فالعِراك على الكرسي والاستحواذ أمراً أزلياً ملاصقاً لعقل الانسان منذ ان خلقت البشرية والى يومنا هذا ، للاستحواذ و التسيد او أخذ مكان الغير بحق او بدون حق ، حتى وصل مداه الى الطبقات الفقيرة لا سيما في المجتمع العراقي ، من اصحاب القوت اليومي كركاب ( الكية ) المتعبين من الازدحامات ونقاط السيطرات التي لا نفع منها ، وطلاب المدارس وصفقة فساد الشركات الايرانية والعراك على (الرَحلات ) التي شقت دودة (الارضة ) فيها شوارع وممرات ، والفقراء من مرتادي مطاعم بيع ( الكبة ) لرُخِصها خاصة ذلك المطعم الموجود في شارع المتنبي ( إعلان ببلاش ) .لذا قررت وبمال راتبي المتواضع وبمساعدة بعض الخيرين ان اشتري كرسي ( صيني ) لكل فرد من ابناء الشعب العراقي لكي يريحوا بالهم ويشفوا من وباء الكراسي المعدي .
الصراع داخل هذه الطبقة صراعاً عفوياً وبنوايا لا تحمل السوء بين ثناياها ، مبتعدةً عن لغة السلاح والتسقيط ولا يسعى احدهم الى الامساك بكرسي الرئيس المريض أو كرسي النائب الذي اتخذ من الابتزاز مشروعاً لتكوين ثروة ، ولا توجد في قاموسهم لغة الغاب وحكم القوي على الضعيف وتفصيل القوانين على مقاسات اخزاها الله في الدنيا قبل الاخرة ، يختلفون عن صراع التماسيح البشرية السياسية والحزبية ومن هو الاسرع في الحصول على لقب ( الأقل وطنية ) و بلع قوت الشعب وتسيد المناصب بأدوات التسقيط والرصاص ، مشوهون عقلياً ونفسياً واخلاقياً تسلقوا سلم المسؤولية في مجالات عدة جثموا على صدورنا لسنين طوال لم نجني منهم سوى الخراب والفشل والرجوع الى الوراء كبول البعير.
المجال الرياضي هو احد تلك المجالات التي ابتلت بالتماسيح البشرية فاللجنة الاولمبية لا تختلف كثيراً عن بقية المؤسسات الفاسدة فنجد اليوم مسؤوليها وبفضل الحرية في التصرف والتبذير والجهل بامور الرياضة وترك الحبل على الغارب متخمون الى حد التقيُء ، الفساد عندهم اصبح ( نزيزة ) ينضح باستمرار ، يتصارعون ويتكتلون من اجل البقاء في هذا المكان الذي بات ضحلاً بتصرفاتهم ، يتآمرون ويلتفون على القانون باجتهادات شخصية ما انزل الله بها من سلطان . ومع قرب انتخابات المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية يظهر مسؤوليها بدموعهم الكاذبة ، يتمسكنون ليتمكنوا من عبور هذه الازمة ، خاصة بعد رفضت اغلب اندية العراق التصويت ودخول انتخابات الاتحادات الفرعية لتشابك القوانين والكل يغني على ليلاه ولعدم قناعتهم باللوائح الانتخابية والتي لم تعرض عليهم اصلاً .
المرحلة الحالية تتطلب منا ان نكون اكثر روية في اجراء الانتخابات واختيار من هو الاصلح لتسنم المسؤولية الاتحادية او الاولمبية سيما وان الوريقات الخضر قد ظهرت من جديد في تكتلات واصطفافات البعض من المسؤولين لنعود من حيث انطلقت انتخابات 2008 ، وما حدث حينها في غرف فنادق البتاوين والمنصور ميليا .فالسبب الحقيقي وراء كل هذه الخزعبلات هو الجهل بالرياضة وقوانينها وهذا ما سيقودنا الى الهاوية ونقرأ على الرياضة السلام .
[email protected]