23 ديسمبر، 2024 1:49 ص

ازمة طالبي اللجوء تتفاقم : حسابات القيصر وأمنيات ابن الشوارع!

ازمة طالبي اللجوء تتفاقم : حسابات القيصر وأمنيات ابن الشوارع!

في وقت باشرت مينسك ببناء مخيمات لطالبي اللجوء العالقين على الحدود البيلاروسيةالبولونية؛ حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نظيره البيلاروسي الكسندرلوكاشينكو من مغبة تنفيذ تهديده بقطع إمدادات الغاز الروسي العابر للترابالبيلاروسي نحو أوروبا.

وقال بوتين ليلة امس إن مثل هذا الإجراء سيؤثر على علاقات روسيا مع بيلاروس ومعالإتحاد الاوربي.

يسعى الكسندر لوكاشينكو الى جر موسكو الى حربه التي توصف

” بالهجينة ” مع الإتحاد الاوربي، في وقت يسعى الكرملين الى تفويت الفرصة علىالغرب وزعيمته الولايات المتحدة، تصعيد التوتر على حدود روسيا الشمالية، وفيالجنوب، على البحر الاسود، بارسال قطع بحرية وغواصات وحاملة طائرات تحوم حول  شبه جزيرة القرم، بذريعة إجراء مناورات مشتركة مع اعضاء في حلف الناتو بينهم تركيا.

وفيما أعتبر بوتين الحشود العسكرية الأميركية ، تهديدا للأمن القومي الروسي، فانهأستبعد الرد بالمثل كما طلبت وزارة الدفاع الروسية، مشددا على أن موسكو لا تسعى الىالتصعيد وتفضل الحوار.

يستخدم لوكاشينكو  في حربه الهجينة مع الإتحاد الاوربي طالبي اللجوء من بلدان فيالشرق الاوسط، دروعا بشرية، الامر الذي يفسر تغاضي السلطات في مينسك عن النشاطالعلني للمهربين، ونقل القادمين الى العاصمة البيلاروسية بتاشيرات سياحية، تصلقيمتها الى 2500 دولار، نحو الحدود مع بولندا وليتوانيا، والسماح لطالبي اللجوءاقتناء معدات لقص واختراق الأسلاك الشائكة.

تبحث بولندا التي تناصب  روسيا العداء، على خلفية اتهامات غير مدعومة بدلائل أوبراهين، عن دور روسي في مصرع عشرات المسؤولين، في مقدمتهم الرئيس البولونيوعقيلته بحادث تحطم الطائرة الرئاسية داخل الاجواء الروسية ربيع العام 2010.

  فقد  قُتل  الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي وزوجته وعدد من المسؤولين والقادةالعسكريين البولنديين في اثناء محاولة الطائرة الرئاسية  الهبوط قرب مطارمدينةسمولينسك الروسية.

وبلغ عدد القتلى 96 شخصا هم جميع من كانوا على متن الطائرة بما فيهم أفراد الطاقمالثمانية، وذكر مسؤولون محليون في مدينة سمولينسك، حينها، أن الطائرة وهي منطراز (توبوليف 154) أصطدمت بالاشجار بسبب الضباب الكثيف عند محاولتها الهبوطفي مطار المدينة.

وترفض وارشو، نتائج التحقيقات الروسية، وتشن منذ ذلك الحين، حربا إعلامية علىموسكو، وتتبنى أكثر المواقف  عدوانية و تطرفا في الاتحاد الأوربي ، ضد روسيا.

واذا كان الكرملين، يحاول تطويق أزمة لوكاشينكو مع الإتحاد الأوربي، بالدعوة الىالحوار، فان الرئيس البيلاروسي، المتهم، “باستيراد” طالبي اللجوء، وحشرهم علىالحدود، لابتزاز الغرب، يواصل التصعيد، بالإعتماد على الحليف الروسي القوي،دونالأخذ بنظر الاعتبار، ان حسابات موسكو، بعيدة المدى،لا تتفق مع خطوات مينسكالتكتيكية التي تبدو الى الآن خاسرة.

صحيح ان روسيا لن تتخلى عن الشقيقة السلافية بيلاروس، وان الدولة الصغيرة، تمثل  جزءا مهما من إستراتيجية المنطقة العازلة بين العملاق الروسي، ودول الناتو، الا انالكرملين، خبّر على مدى سنوات تقلبات لوكاشينكو الذي وإن اعتبره حليفًا إستراتيجيًا،لكنه لا يعترف صراحة بعائدية شبه جزيرة القرم الى روسيا، انسجاما مع الموقف الغربي،وليترك خط الرجعة على أبواب الإتحاد الاوربي مفتوحا أمام مينسك.

تعيش بيلاروس،ظروفا إقتصادية صعبة، وقد ينهار الاقتصاد، اذا قطعت روسياالمساعدات. كما ان إستخدام لوكاشينكو، ورقة اللاجئين، لابتزاز الاوربيين، وارغامهم علىالتفاوض مع مينسك، قد تنقلب الى وبال جديد على الاقتصاد البيلاروسي، في حالفرضت اوروبا البراغماتية عقوبات أشد ،  من المتوقع ان تطول  كل المصادر الحيويةللاقتصاد البيلاروسي، بما في ذلك فرض حصار بري، بعد الحصار الجوي، ومنعإستيراد الاغذية  البيلاروسية والفوسفات وغيرها من الحقول التجارية والاقتصادية التيتمثل اذرع مينسك المالية .

يدرك صنّاع القرار في روسيا، ان تهور الحليف المتقلب، يمكن ان يفسد، او في الاقل،يعرقل خطط فلاديمير بوتين بعيدة المدى والاهداف، في مقارعة الغرب وزعيمته الولاياتالمتحدة، الذي ادرج روسيا في خانة

” العدو اللدود” والصين ” المنافس اللدود” مع قناعة راسخة لدى استراتيجي واشنطنوبروكسل، بان قيام تحالف روسي صيني، سوف يفشل خططهم، الامر الذي يفسرمناورات واشنطن السياسية، بغض النظر عن الحزب الحاكم في البيت الأبيض، لمنعموسكو وبكين من تشكيل ثنائي يستقطب دولا اخرى، في مواجهة مفتوحة مع القطبالأميركي .

تعمل موسكو، ويدها  على الزناد، لمنع نشوب حرب محدودة أو شاملة، من منطلقالمسؤلية عن أمن شعوب العالم، وتحاول تطويق معركة خاسرة يخوضها لوكاشينكو معطواحين الغرب، بهدف الحصول على مكاسب آنية، تزدريها العقلية الاستراتيجيةلفلاديمير بوتين.

في آخر مقابلة تلفزيونية، قال لوكاشينكو، مستعرضا قوة علاقته الشخصية مع بوتين:

فلاديمير ابن الحارة ، وانا ابن الشوارع!

 واضاف:

كلانا عانى من الفقر واليتم،  وهذا ما يوحدنا.

من غير المؤكد ان القيصر  بوتين، يطرب للتشبيه، فالرئيس الروسي، حتما لا يرغب فيشراكة غير آمنة مع أبناء الشوارع!