ليس هناك اختلاف او تنازع بأن القرأن ……. هو الحقيقة المطلقة في الفكر الاسلامي……. اذن ان الحقيقة هي في كلام الله ……… والحقيقة هنا بكل تفاصيلها…. كل شاردة او واردة …… وهذا امرا لامناص منه .. ولا يمكن الالتفاف عليه بالمطلق ……… مثل هذا التوصيف رغم قصوره الى حد ما .. او انه بحاجة الى شرح اكثر تفصيلا ودقة مما ورد …… الا انه هو الامر الواقع في اطار الفكر الديني الاسلامي … ولاغبار عليه …لكن هذا الامر يقع تحت تسأولات كثيرة ….. من الصعب الاحاطة بها …………….
ضمن هذا المقال … بل ان هنالك العديد من المؤلفات التي كتبت عنه…. وهنالك المزيد ما سوف يكتب عن مدار البحث في المستقبل….. اننا سنتاول جزءا عن هذا الموضوع … وهي مشكلة تأويل واستنباط الحقيقة ….. وماهي العلاقة بين المؤول للنص وبين النص ذاته ….. وشرح مدلولاتها ومضامينها … وبيان الخطوط الحقيقة لما يريده النص الالهي بالتحديد … وعلى ماذا تعتمد شخصية المؤول للحقيقة ….ولكننا اولا علينا …..ان نلتفت الى مشكلة كما يبدو اصبحت تمثل حالة مؤرقة لاهل الفكر الديني … وتجابه تحديات كثيرة على مستوى البناء البنيوي الاصلي للنص … وعلى اثرها تختلف المعطيات الى حد التهافت والتناحر في احيان عديدة … وتصل الى مراحل التكفير والخيانة … واتهامات بالرذيلة والنكوص والخرف …. والعبث بالتاريخ وتحنطية في فصول وقوالب محددة … وما الى ذلك من اتهامات حادة وجازمة … تلك الاتهامات والفعل الشرعي المؤيد من جهة والمرفوض من اطراف اخرى … وسيل الاتهامات والاكثار من الفتاوى الشاذة والغريبة … وبروز موجات التأليف الشرعي الذي يستند….. اما على اصل النص واحيانا ..
اخرى من السنة النبوية .. او على القياس…….. او الاستحسان…………… او اجماع الامة …….او العقل…….. حسب تصور الجهة الراعية للتأليف… او المدرسة التي ينتمي اليها …….وانتشار الامر في الاونة الاخيرة ….مصحوبا بفتاوى غاية في القسوة … واثاره التي انتشرت في ارجاء المعمورة ……حتى اصبح الامر وكانه ……. مشكلة كونية …….ويبدو ان الامر لم يعد حكرا على مجموعة من الفقهاء والمشرعين وحسب .. ولكن بدأنا نفهم ان كل داعية اسلامية له الحق بالتأويل …… بل امتدت اثاره لتصل شرائح كثيرة من عامة المسلمين .. الذي باتوا يشعرون وكانهم وجدوا ضالتهم به … او انه الامر المنشود … ومن ثم بات عقيدة جديدة وغريبة على واقع الامة الاسلامية … والخشية ان …. تعاتده الامه وتئتلفه بشكل طبيعي … ان مثل هذا التطور الخطير في تفسير وتأويل النص القرأني ..هدم بعض الدعامات الجميلة التي كانت سائدة فيما مضى .. ولنكن موضوعين ……..نقول كاد ان يهدم الافكار والقيم الجميلة المستنبطة من النص القرأني ……التي تدعو الى المحبة والجمال والتسامح ..فكان الامر لا يعدو ان ينطق المسلم بالشهادتين وكفى .. ولايحتاج الامر اكثر من ذلك وكانوا جميعهم يرددون ان المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده …..عموما اننا نود ان نشير اننا هنا لا نغالي ولا نضيف شيأ جديدا… اذا قلنا ان هناك اشكالية كبرى في فهم الفهم النوعي للنص القرأني … وان مشكلة التأويل والاستدلال واستنباط الاحكام .. تعد بالغة الخطورة … ويبدو انها متاحة للجميع حتى للاشخاص غير الجامعين لشرائط العمل بهذا المضمار .. وان لغة التأويل للنصوص اصبحت تحكمها شروط بسيطة .. بعضها لايتعدى ذقنا طويلا وبعض مفردات اللغة العربية الفصحى … وان هؤلاء المؤولين …. يعتمدون على قاعدة …….. الظاهر والباطن ……… في النص المقدس …………….. اذن المؤول طرف مهم واساسي في مشكلة التفسير … ويعتمد الامر على طبيعة ما تلقى من علوم وثقافة ويتعدى الامر الى الذاتية الخاصة التي تعتمد على الرغبات والاهواء والمزاج الشخصي وطبيعة المجتمع الذي يعيشون به ونظام التربية الاسرية والتعليم الرسمي الذي مروا به .. كما يذهب بعيد حيث رغبة الحاكم او السلطان ورغباته ……….. .الامر الثاني في المشكلة …. هواتساع المادة المؤولة… النص …… من حيث قابليتها لعمليات التأويل .. وذلك لان الاحكام في بعض حالاتها غير قطعية الدلالة … مما تتيح للمؤولين خيارات عدة …………………. ربما من المهم ان نشير الى ضرورة توفر اسباب محكمة للشحصية المؤولة من سعة الاطلاع المتخصص والفهم الكبير للغة العربية ومعرفة كبيرة للأيات واسباب نزولها وماذا كانت ترمي .. وان يكون ذوو حكمة واخلاق فاضلة وعقل راجح … وما الى ذلك ……… ….وسيكون لنا تفصيل في هذا الامر ….