23 ديسمبر، 2024 6:17 ص

لااحد يعرف على وجه اليقين لماذا اختارت امل الاكوادور كمحطة لاحلامها ولاسبب اختيارها امريكا الجنوبية من دون القارات السبع ورغم سخرية الجميع الا انها كانت مصرّة ومستعجلة على تحقيق الحلم فالانسان يكترث لاحلامه التي تنسحق .

احتمت من القنابل المتساقطة بسقف منزل العائلة الذي قارب عمره الستة آلاف عام ومن خلال النافذة المطلة على الشارع رأت الطائرات والصواريخ وضحكات الناس والاطفال الذين يلعبون وسيارات الاجرة والارتال العسكرية ولم يصادف ان رات يوما انسانا حقيقيا وقد قال لها احدهم ان الانسان الحقيقي ياتي ويمضي بسرعة لذا عليها انتظاره والغاء انشغالاتها ، وفي محاولة منها لتوضيح غموضه حولت انتظارها المضجر الى فسحة للغناء ، فهي تغني بانتظاره دائما.

هذه الازمة اضيفت الى ازماتها التي تعترف بها مع انها لاتريد الخوض بها وربما يشبه الموضوع بنظرها ظهور الدمامل على جسدها ولم يعرف بهذا الامر سوى نجلة او نجلاء صديقتها الغامضة مثل المستقبل .بذلت الهام ناصر جهدا مضنيا وهي تحاول اقناعها بان باريس اجمل وان الشانزليزيه اجمل بكثير من هذا الشارع المتآكل وان هناك مناطق اخرى في باريس لم ترها ولم تسمع بها ايضا ولكنها اجمل بالتاكيد وعندما قالت لها بعصبية : منذ متى ؟ قالت امل وهي شاردة الذهن : بدات الحرب يوم 20 آذار 2003 فقالت الهام ناصر غاضبة : انا لااقصد الخراء ، منذ متى تحبين الاكوادور ؟ .

لقد تذكرت هذه الاحداث ولم يكن احدها ليغير مجرى حياتها سوى ماحصل يوم 9 مايس عندما مرت بالقرب من احدى السيارات فدفعها احدهم الى داخلها لانهم كانوا بانتظارها هي كما يبدو ولم ينفعها صراخها وطلبها للنجدة من المارة وصراخ النسوة الواقفات حين اصبحت تحت رحمة ثلاثة اشخاص قاد احدهم السيارة بسرعة فائقة فيما وضع احدهم قطعة قماش سوداء على عينيها لتنطفىء كل امانيها ورغباتها في هذه اللحظة القاتمة السوداء ، حينئذ فقدت اعتدادها بنفسها وعلمت انها تواجه قدرا مشؤوما وخطرا داهما.

مضت بضعة ايام فقدت فيها وعيها وحينما افاقت لم تحتمل نفسها فقد تخيلت الالم الفاجع والعميق حينما تناوبوا على اغتصابها ولم يكن فيهم آدمي واحد ، كانت نفسها هي امل التي قطعت اوردة يدها فسال الدم غزيرا منها على ارصفة الشوارع في المدينة مما سبب الفوضى في الاسواق والارتباك في حركة المرور ووصلت الفوضى كما قيل حينها الى الاكوادور

[email protected]