كثيرا منا يسمع بازدواج الشخصية، وهي حالة نفسية نادرة جداً ينتقل بها المضطرب من سلوك معين الى سلوك منافي تماماً عن سابقه بوعي وادراك تام او حتى دون ادراك، مفسرين ان سبب حدوثها هي نتيجة الضغوط النفسية التي يتعرض لها الافراد .
واقد اصبحت هذه السمة من السمات البارزة في العراق بل اصبحت صفة طبيعية يتصف بها المواطن العراقي والسايسي العراقي على حد سواء.
فنرى المواطن العراقي يعبر عن سخطه واستيائه من نهج الطائفية والعنصرية وعواقبها وما تترتب عليها من نتائج في المستقبل العاجل او على المدى البعيد.
لنجده فيما بعد اول من يروج لها ويستخدم العبارات البذيئة والمسيئة بنفس الصدد.
ومثالا على ذلك ما يحدث في مدينة الموصل. حيث نجدهم يتكلمون على اهالي الموصل، كيف كانوا سبباً في دخول الدواعش، وكيف تم الترحيب بهم عند دخولهم. متناسين ما يتجاوز عن 2070 مواطن تم الاعلان عن اعدامهم في المدينة من قبل داعش، وحين ظهرت المقاومة المسلحة في مدينة الموصل بدأوا يعبروا عن سخطهم من المقاومة وتكذيب كل خبر يطلق بهذا الصدد مطلقين عبارات بذيئة ومتوعدين بالانتقام منهم.
اما السياسي العراقي فنال من الازدواجية ماناله المواطن، فنجد وزير التعليم العالي علي الاديب في حديث له داخل مجلس النواب يطالب بوضع حد لمجانية التعليم مع الزاميته، لينفي في حديث اخر قائلاً” ان الدراسة ضمن المرحلة الاولى تعتبر الزامية ومجانية ، على الدولة توفيرها على عموم المواطنين وملزمة لاولياء الامور المباشرة في الحاق ابنائهم فيها اما المرحلة الثانية فهي المرحلة الاعدادية وهي غير الزامية ولكنها مجانية فالالزامية تعني ان المتعلم لا خيار له الا الانضواء ضمن العملية التعليمية ومحاسبته في حال امتناعه عنها، اما المرحلة الثانية فلا الزام فيها للطالب ولكن للدولة توفيرها مجانا “.
لنجد ان الشارع العراقي لا يخلو من الازدواجية بل حتى انا قد اصبت بعدوا هذه الازدواجية لاجد نفسي اكتب في حب الحياة والامل لاجد نفسي فيما بعد كارهة للواقع متمنية الموت.