في البدء نحن ضد أي جهة تفكر بذبح أبناء شعبها لأجل التمسك بالكرسي وهذه هي من المسلمات الإنسانية ، فالإنسان أما أن يكون أو لا يكون ، عندما يكون يجب أن يكون مع الإنسانية ، عندما لا يكون حينها يكون ضد الإنسانية ، الحكومة السورية هي حكومة من حيث المفاهيم تشبه حكومة النظام السابق في العراق ، حكومة الرجل الواحد ، الحزب الواحد ،الإله الواحد ، القائد الشمولي ، الرئيس الهمام ، العقل الملهم ، حكومة البحرين حكومة الامارة ، القبيلة ، حكومة الملك ، حكومة وراثية ، أب ثم أبن ثم حفيد وهكذا ، الاختلاف واضح بين مذهب بشار وحكومته وبين الشعب وبين ملك البحرين ومذهب الشعب ، أغلبية المذهب لصالح الشعبين ، أقلية المذهب لصالح الحكومتين ، التعامل الإيراني ومعه العراقي مع الحكومتين ليس لصالح الإنسانية بل لصالح المذهب ، المذهب والولاء للمذهب ربما يجعلنا بعيدين عن الحق ، قريبون من التطرف الأعمى ، من يصاب بالتطرف الأعمى يكون أعمى البصيرة ، من يتجاوز الطائفة لصالح المواطنة يكون بعيدا عن الأعمى قريبا من البصير ، كم كنت أتمنى أن أسمع من الحكومة الإيرانية والعراقية أن تكون مع الشعبين ، كم كنت أتمنى أن أسمع من السعودية ومن معها أن تكون مع الشعبين ، بشار الأسد يقتل الشعب بدم بارد وكل من كان في مركب إيران يصفق له ، ينتقدون البعث الصدامي ويصفقون للبعث الأسدي ، هل هناك فرق بين عراقي أنتمى لتنظيم القاعدة وبين جزائري أنتمى لتنظيم القاعدة ، هل يجوز أن ندافع عن عراقي أنتمى للتنظيم الإرهابي ونلعن باكستاني أنتمى لنفس التنظيم ، كيف يمدحون الأسد وحزبه ويلعنون صدام وحزبه ، هل البعث السوري منزه والبعث العراقي غير منزه ، إن كانت الحسابات هكذا فعليا أن ننزه البعض من أعضاء التنظيمات الإرهابية فمثلا إرهابي قاعدي من تونس هو رجل صالح وإرهابي قاعدي من أفغانستان هو رجل طالح ، هل هذه ازدواجية بالمعايير أو إننا لا نفهم كيف نفسر الأمور ؟ هل التفسير يحتاج إلى جرعة طائفية حتى يكون متلائما مع معسكر إيران أو مع معسكر السعودية ؟ أم إن الحق يجب أن نكون في تحليلنا بعيدين عن الولاء للطائفة لنرى الحق بعين الحق ؟ هل المعسكران جائران ؟ هل المعسكران على حق؟ نعم إنهما على حق إن نظرنا لهما بعين الطائفة، إنهما على باطل إن نظرنا لهما بعين الإنسانية، عشرون الف قتيل في سوريا ومليون لاجئ وإيران والعراق يعتبرون الثورة إرهابية ، عشرات القتلى في البحرين وإيران والعراق يعتبرون الحكومة مجرمة ، هل قتل الشعب في سوريا من وجهة نظر إيران والعراق معادلة صحيحة ، هل قتل الشعب في البحرين من وجهة نظر إيران والعراق جريمة إنسانية ؟ إما أن نكون مع الشعب أو نكون مع الحكومة ، فمن كان مع شعب البحرين عليه أن يكون مع شعب سوريا ، من كان مع حكومة سوريا عليه أن يكون مع حكومة البحرين ، أليس هذا الصواب أم إن الكاتب يجانب الصواب كما هي ردود من لا يفهم الردود من بعض القراء ، انا بالنسبة لي مع الشعب السوري والشعب البحريني ، أنا ضد الحكومة في البحرين وضد الحكومة السورية ؟ هل أنا طائفي ؟ أخترت الوسطية حتى الجم بعض الأفواه الناعقة وأكسر بعض الأقلام المسمومة ، إذن أنا مع الإنسانية ضد المذهب لأني بعيد عن التخلف الديني ، من كان بعيدا عن التخلف الديني ( المذهبي ) يستحق أن يكون في سفينة الأسوياء سفينة النجاة ، من كان مع الطائفة يستحق أن يكون في مركب ابليس ينفخ في بوق الطائفة وهو الأتعس من وجهة نظر الأسوياء ، لست العوبة بيد أعداء الإنسانية والدين لأصبح بوقا للطائفة كي يستفاد الإيراني القذر صاحب ( العمامة ) والسعودي النتن صاحب ( اللحية الكثة ) ، أحترم العقل لأني أحترم من وهبني العقل ، عندما لا أحترم العقل فاني لا أحترم واهب العقل ، هكذا هي المعادلة فرفقا بنا يا اخوان ولننظر بعين إنسانية للمجازر ونترك الطائفة للعقول الناقصة .
ستبقى إيران والسعودية تدافع عن المجرمين ويبقى من لا يفهم يهرول مع أحد المعسكرين