22 ديسمبر، 2024 8:36 م

على مواقع التواصل الاجتماعي شاهدنا رجل دين يدافع عن الفن والموسيقى ويعتبر الفنان أبعد مايكون عن الارهاب لأنه يخاطب الجمال ويؤمن بالحب مؤكدا على ان من يستمع الى الاغاني والموسيقى يرق قلبه ويبتعد عن القسوة ، وفي نفس الوقت ظهررجل دين يدعى الكفيشي في احدى القنوات الفضائية ليدعو الى قتل المدنيين والعلمانيين باعتبارهم يشوهون الاسلام ويدمرون قيم المجتمع واخلاق الشباب والنساء ..ربما هي وسيلة جديدة لتسقيط فئة تحاول أن تضع قدما ثابتة على ساحة المعركة الانتخابية أو انه تطرف من نوع جديد لايختلف كثيرا عن التطرف الفكري لدى داعش فقد دعا تنظيم داعش الارهابي الى قتل كل من يخالف مبادئه المتطرفة ودعا الكفيشي الى قتل كل من يخالف مبادئه المتطرفة أيضا ، فمادعا اليه لايمت لمباديء الاسلام في شيء لأنه دين السماحة والتعايش السلمي بين افراد المجتمع ، لكنه خطاب ديني من داعية له آذان تستمع اليه وبالتالي فقد ينذر ماقاله بالخطر خاصة اذا كان الغرض منه تضليل المواطنين وتغيير وجهة اختياراتهم قبل الانتخابات وليس حماية الدين الاسلامي من تأثيرات المدنيين والعلمانيين ..
في مكان آخر ..سألوا رجل دين ..أي انواع الموسيقى هو حرام ؟..قال : صوت الملاعق في صحون الاغنياء عندما ترن في آذان الفقراء ! ..ألا يمكن ان يخاطب رجال الدين اتباعهم ومواليهم بهذه الطريقة للتذكير بأن الدين الحقيقي هو الاحساس بكل شيء جميل والاحساس بالآخرين ..بفقرهم ..بحرمانهم ..بحاجتهم الى متطلبات هي من أبسط حقوقهم أحيانا ، بينما تحوي بعض الخطابات الدينية الترهيب والتحريض على قتل أو عقاب فئة ما ..
في حقيقة الأمر ، نحن نحتاج الى خطاب ديني تحريضي ولكن ضد الفاسدين والعابثين بمقدرات البلد ومصير أبنائه ..نحتاج الى رجال دين يرفعون أصواتهم ليقولوا للملأ ان هناك من خدعنا لسنوات طويلة وان مهمتنا ان نكشف خداعهم ونفضح فسادهم ونرفض عودتهم الى مقاعد الحكم ، ولانحتاج الى كفيشي يدعي حماية الاسلام عبر ارهاب فكري جائر ..ليس بالضرورة ان نكون مثل رئيس كوريا الشمالية الذي أعدم الفاسدين وزوجاتهم ليلقن المسؤولين الكوريين درسا لن ينسوه ، أو مثل الشعب الاوكراني الذي القى بالفاسدين في حاويات النفايات..يكفينا أن نحظى بقضاء غير مسيس لايعمل على اسقاط الدعاوى عن الفاسدين ليعودوا الى مناصبهم وأن نستمع الى خطب دينية تحث على حب الآخرين والتعايش مع الجميع وعدم محاصرة عقولهم ومحاربة توجهاتهم الفكرية ..ونحتاج قبل كل شيء الى محاربة كل خطاب متطرف سواءا كان سياسيا أو دينيا أو اعلاميا ..