23 ديسمبر، 2024 12:10 ص

ارمي بقميصك يايوسف

ارمي بقميصك يايوسف

اِرْمِي بِقَمِيصِكَ يَايُوسِفْ
مِنْ اَلْمُحْزِنِ جِدًّا أَنْ نَرَى اَلْحُزْنُ بِعُيُونِ اَلْكَثِيرَ مِنْ اَلنَّاسِ ، لَا لِقِلَّةِ مَالِ أَوْ لُقْمَةِ عَيْشٍ أَوْ مَنْزِلٍ يُلِمُّ شَتَاتُ عَائِلَتِهِ ، وَلَكِنَّ حُزْنَ ظِلِّهِ اَلتَّمَرُّدِ عَلَى اَلْوَاقِعِ وَعَدَمِ اَلْقُدْرَةِ عَلَى مُجَارَاتِهِ ، وَالسُّكُوتُ عَلَى سَلْبِيَّاتِهِ ، حُزْنٌ عَلَى مَا أَصَابَ اَلْبَشَرِيَّةَ مِنْ اِنْعِدَامِ صِلَةِ اَلرَّحِمِ ، نُدْرَةُ اَلذَّوْقِ اَلْعَامِّ ، ضَيَاعُ اَلْحِشْمَةِ ، اِنْتِشَارُ اَلدَّيَّاثَهْ ، هَدْرُ اَلْكَرَامَةِ ، اَلتَّسَابُقُ عَلَى كُلِّ مَا هُوَ دَنِيءٌ . اَلصِّرَاعُ اَلنَّفْسِيُّ اَلَّذِي يَعِيشُهُ اَلْبَعْضُ هُوَ نِتَاجُ تَصَرُّفَاتِ اَلْغَيْرِ وَهَذَا اَلصِّرَاعُ اَلنَّفْسِيُّ لَا نَجِدُهُ إِلَّا عِنْدَ مَنْ كَانَ يَسْتَمِدُّ حَاضِرَةً مِنْ مَاضِيهَا بِأَعْرَافِهِ وَتَقَالِيدِهِ ، صِبْغَةٌ لَايسْتَطِيعْ أَنْ يَتَلَوَّنَ بِغَيْرِهَا ، وَسَبَّبَ ذَلِكَ هُوَ اَلتَّرْبِيَةُ اَلصَّحِيحَةُ اَلَّتِي تَرَبَّى عَلَيْهَا وَاَلَّتِي أُفْعِمَتْ فِيمَا بَعْدُ بِأَوَاصِرِ اَلْعَيْشِ اَلصَّحِيحِ اَلْمُشَبَّعِ بِكُلِّ مَا هُوَ صَائِبٌ . اَلْمَرْءُ حِينَمَا يَرَى اَلْمُنْكَرُ يَجِبُ أَنْ يَنْبِذَهُ لَا أَنْ يُجَارِيَهُ وَيَسْتَمْتِعُ بِهِ وَيُهَلِّلُ بِالتَّصْفِيقِ لَهُ ، يَجِبَ أَنْ يُحَارِبَهُ حَتَّى وَإِنْ كَانَ بِأَضْعَفِ اَلْإِيمَانِ وَهُوَ نُكْرَانُهُ بِالْقَلْبِ كَمَا دَعَاْنَهُ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ ( ( مِنْ رَاءٍ مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلِيُغَيِّرهُ بِيَدِهِ وَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ وَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفَ اَلْإِيمَانُ ) ) هَذَا اَلْقَوْلِ لِصَاحِبِ أَعْظَمِ رِسَالَةٍ إِنْسَانِيَّةٍ عَرَفَتْهَا اَلْبَشَرِيَّةُ وَاَلَّذِي يَجِبُ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْهُ مِنْهَاجِ عَمَلِ لِحَيَاتِنَا لِكَيْ نَقُومَ مُجْتَمَعُنَا بِهِ وَنُنَقَّحهُ وَنَضَعُهُ عَلَى طَرِيقِ اَلصَّوَابِ ، لَا أَنْ نَعْمَلَ ضِدُّهُ وَنُشَجِّعُ كُلَّ مَا هُوَ مُنْكَرٌ حَتَّى أَصْبَحْنَا أُمَّةُ هَمِّهَا اَلْوَحِيدِ اَلنَّشْرِ لِكُلِّ مُجْرَيَاتِ حَيَاتِنَا حَتَّى أَصْبَحَ اَلدَّانِي وَالْقَاصِي يَعْلَمُ مَوْعِدَ اَغْتَسَالْنَهْ وَوَقْتَ نَوْمِنَا وَكَمْ هُوَ مَصْدَرُ رِزْقِنَا يَعْلَمُ مَاذَا تَضُمُّ غُرْفَةَ نَوْمِنَا دُونَ خَجَلٍ أَوْ حَيَاءٍ مِنَّا . لَقَدْ وَصَلَتْ ذُنُوبَنَا اَعْنَانْ اَلسَّمَاءُ حَتَّى أَصْبَحَتْ غُيُومٌ حُبْلَى وَسَتَفْرَغُ مَابَجَعَبَتَهَا طَالَتْ أُمٌّ قَصَّرَتْ مَصْحُوبَةً بِبَرْقٍ وَرَعْدِ وَعَوَاصِفَ لَا تُبْقِي وَلَاتَذْرْ . هُنَاكَ اَلْكَثِيرُ وَالْكَثِيرُ مِنْ اَلنَّاسِ لَا يَرْضَى مَا أَصَابَ مُجْتَمَعُهُ لَكِنَّ لَايْسَاهْمْ وَلَوْ بِحَرْفٍ وَاحِدٍ عَلَى تَصْحِيحِ اَلْمَسَارِ ، اَلْحَقُّ يُقَالُ وَإِنَّ كُرْهَ اَلنَّاسِ ذَلِكَ ، اَلْحَقُّ يُقَالُ حَتَّى وَإِنْ اِعْتَرَضَ عَلَيْهِ سُفَهَاءُ اَلْقَوْمِ ومُتَنَفُذُوَهْ ، اَلْحَقُّ يُقَالُ حَتَّى وَإِنْ خَالَفَ تَيَّارُ اَلْمُنْتَفِعِينَ فَمُحَارَبَتُهُمْ وَعَدَم اَلسُّكُوتِ عَلَى مَايفِعَلْونْ هُوَ عَيْنُ اَلصَّوَابِ ، فَمِنْ اَلْمُسْتَحِيلِ أَنْ يَنْزِلَ اَللَّهُ تَعَالَى جِبْرِيلْ عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ وَبِيَدِهِ قَمِيصُ يُوسُفْ لِيَرْمِيَهُ عَلَّيْنَهُ فَتَرْتَدُّ إِلَيْنَا أَبْصَارُنَا فَجِبْرِيل عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ لَنْ تَطَأَ قَدَمَهُ اَلْأَرْضَ بَعْدَ وَحْيِ مُحَمَّدْ عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِأَمْرٍ مِنْ اَلرَّحْمَنِ تَعَالَى . اَللَّهُمَّ اِحْفَظْ اَلْإِنْسَانِيَّةَ بِخَيْرٍ