23 ديسمبر، 2024 5:40 ص

ارمينيا و ( رؤية صحفي عراقي )

ارمينيا و ( رؤية صحفي عراقي )

احترت وانا اطالع كتاب الاخ والزميل الدكتور احمد عبد المجيد الموسوم (يوميات أرمينيا بلد الكنائس والمتاحف والمشاهير .. رؤية صحفي عراقي ) من اين ابدأ خاصة وان تقديم الاستاذين الفاضلين الدكتور ياس خضير البياتي والدكتور عبد الحسين شعبان قد اغنت وغطت جوانب الكتاب جميعها .. وهنا لا ادعي لنفسي مهارة الكتابة عن فن عرض الكتب ، لذا فان مقالي لا يتجاوز كلمات قاريء متواضع واتته صدفة الاطلاع على واقع بلد اسمه ارمينيا والتعرف على (تجارب مفصلية ، سياسية واجتماعية وتاريخية .. ) .. حرص فيها الزميل عبد المجيد على ( نقل صورة واضحة وامينة عن ارمينيا بكل ما تحفل من ايجابيات او يظهر في تفاصيل حياة اهلها ، اليومية ، من سلبيات او مأخذ .. ).ولعل ابرز ما يسجل للكاتب الدكتور عبد المجيد هو تلك المقارنات بين ما تشهده ارمينيا من ظواهر مثل الفساد ومحاولة التجاوز على الاملاك العامة من قبل سياسيين وبين ما نعيشه في العراق من معاناة جراء فساد نخر مؤسسات الدولة واجهض كل عملية بناء .
وليس من باب المجاملة للزميل احمد القول ان القاريء بقدر ما يلمس الموضوعية وصدق الرؤيا في فصول الكتاب الثمانية ، فانه سيجد نفسه امام لغة ( السهل الممتنع ) التي تشده لمتابعة سبر بلد وشعب عانى في تاريخه الكثير من الويلات والكوارث ومنها حرب الابادة لكنه صمد وكافح من اجل اثبات الوجود بالبناء ونشر قيم التسامح والحب ..في الفصل الاول يبدأ المؤلف بالمرور على مشكلة ارمينيا مع تركيا والظروف التي ساعدت على نشوء هذه الدولة ( بعد تفكك الامبراطوريتين العثمانية والروسية في نهاية الحرب العالمية الاولى )وما صاحب ذلك وتبعه من مشكلات كثيرة ليعرج على جهود الحكومة هناك لملاحقة مافيات الفساد ليتناول بعدها الاثار الايجابية لزيارة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي يقول عنها المؤلف بانها في احد جوانبها ( رسالة الى روسيا وتركيا اللتين يطاردهما شبح الماضي ازاء هذا البلد المنسلخ عن الاتحاد السوفيتي السابق ، وما زال كل شيء فيه ، بدأً من مبانيه العملاقة ولغته الدارجة ورموز حقبه السابقة وانتهاءً بعلاقته التجارية ، يخضع لحسابات المراجعة وتحولات السياسة الدولية المدفوعة في الغالب من الضغط الاميركي والدهاء البريطاني .. ). وفي نفس الفصل يأ خذنا الكاتب معه الى مواقع سياحية واثرية مثل اشميادين ( المدينة الزراعية التي تحتفظ بكنيسة مشيدة في العام 680 ميلادية ، وكنيسة مع ملحقات لاهوتية عملاقة .. ) ثم يطلعنا على مزارع العنب والفواكه الممتدة على الطريق بين هذه المدينة وعصمة ارمينيا يريفان .. ويختتم عبد المجيد الفصل الاول من كتابه باستعراض ابرزالعلماء والمبدعيين والمو سيقيين والفنانيين الارمنيين الذين اثروا الانسانية بمخترعاتهم ونتاجاتهم وبعضهم عاش وسكن العراق وبعض الاقطار العربية .
في الفصل الثاني ( زيارة الى مقبرة المشاهير ) يستعرض الكاتب جهود حكومات هذا البلد في تكريم المبدعين حتى لاتكاد تخلو ساحة او حديقة من تماثيلهم اضافة لتخصصيها ( مقبرة خاصة بالمشاهير .. )