بداية أشير إلى أن الكثيرين في الوسط السياسي يستخدم (الصفة المذكرة) ، بغض النظر عن (جنس) الموصوف فيقول: (نائب) سواء كانت الشخصية المقصودة رجلاً أم امرأة. ويرى آخرون وأنا معهم بهذا الرأي، أن الصفة تتبع الموصوف والاصح أن نقول: نائبة أو وزيرة.. ويمضي اصحاب هذا الرأي الى أبعد من ذلك، إذ يرون في الرأي الأول، تعبيراً عن السيطرة الذكورية، والتأكيد ـ مرة أخرى ـ على محاولات تهميش المرأة والحاقها بالرجل، سواء كان ذلك مقصوداً أو انه نتيجة غير مقصودة!؟
وزيرة للدفاع
وبعيداً عن هذه المداخل، أقول: أنني قرأت ذات مرة أن جريدة أوربية واسعة الانتشار قد طرحت موضوعاً افتراضياً على قرائها خلاصته : ان كوكب الأرض قد تعرض لغزو خارجي من الكواكب الأخرى ، وهو ما استدعى تشكيل حكومة عالمية لمواجهة الغزو، وإدارة الكوكب. وطلبت الجريدة من قرائها تسمية أعضاء هذه الحكومة واللافت للنظر، أن معظم الذين شاركوا في الاستفتاء قد رشحوا امرأة لتولى مسؤولية وزارة الدفاع!؟
لماذا هذا الترشيح؟
السؤال هو: لماذا رشحوا لهذا المنصب امرأة؟.
نفترض أن (وزارة الدفاع) تتطلب الحزم، بل و(شد الحزام) والقسوة والأوامر بدون نقاش ونميل الى أن مثل هذه الصفات غير موجودة، على نحو كاف في المرأة على أية حال لهؤلاء القراء عذرهم ليس هذا فحسب، بل ان العديد من الدول الأوربية، تولت (حقيبة الدفاع) فيها امرأة ومن الأمثلة: حقيبة الدفاع الألماني حالياً تتولاها امرأة وهناك أكثر من دولة أوربية تولت وزارة الدفاع فيها امرأة: إيطاليا وفرنسا مثلاً. ورغم ان الغالبية تطلق على المرأة صفة (الجنس الضعيف) أو: الجنس الرقيق، أو الناعم، فأن الكاتب المصري عباس محمود العقاد له رأي مغاير في (ضعف المرأة) ويطرح سمة للمرأة مناقضة تماماً، لما هو متداول عنها على نطاق واسع، خاصة في الوسط الرجالي العقاد يقول: أن المرأة هي الجنس القوي ويدلل على هذا الاستنتاج بما مضمونه : أن المرأة تعاني آلام الحمل، وتعاني أكثر من آلام ومخاطر الوضع. ومع ذلك فأن المرأة بعد الانجاب تعود للحمل والوضع مرةً ثانية وثالثة، مما ينفي عنها صفة الضعف والنعومة هذا الرأي نسجله للعقاد، سواء أتفقنا معه أم لا.
المرأة تدافع عن نفسها
وانتزعت المرأة حقوقاً: اجتماعية وسياسية لكن ما هو ملفت للنظر أن تتولى الدفاع عن نفسها.. وأنقل لكم الوقائع التالية:
المكان: هو الهند، وبالذات شماله، حيث ظهرت ميليشيات من النساء المضطهدات تقودها امرأة في مدينة (بوندي لخاند) الفقيرة الواقعة شمالي مقاطعة (براديش) ، وهي من الاقاليم الهندية الاكثر إزدحاماً بالسكان ظهرت هذه الميليشيات هناك للدفاع عن مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة، تضم الآن نحو ألف امرأة متزوجة، ويحملن الهراوات الهندية (اللاّثي)، وهي تماثل (التُوثية) وجاء تشكيلها على يد السيدة (ديفي)، وهي سيدة هندية قادت كتائب من النساء لحمايتهن من عمليات الاعتداء والاغتصاب الجماعي. تقول إحداهن: أن عناصر هذه الميليشيات المسلحة بالهراوات على أُهبة الاستعداد لتأديب الأزواج الذين دأبوا على اضطهاد زوجاتهم. وسواء كانت المرأة قوية فهي تصلح وزيرة للدفاع وان كانت رقيقة، فهي تصلح لتولي هذه الحقيبة لذلك: أُرشح امرأة لوزارة الدفاع.