في نفس الليلة التي دخلت فيها قوات داعش إلى الجانب الأيمن من مدينةالموصل، كنت مؤدبا جدا،فأكتفيت في حينها بأن ألقي باللائمة على قوات الجيش، واتهمتها صراحة بأنها من تتحمل ولوحدها مسؤولية دخول داعش. .ذلك لأنني كنت على اتصال وثيق لحظة بلحظة مع اهلي واقاربي واصدقائي في داخل الموصل،وكلهم كانوا قد اجمعوا على اتهام الجيش ، الذي ظل طيلة عشرة اعوام يستعرض بطولات فارغة على المدنيين،ويتفنن في المداهمات التي يقوم بها في ساعات الليل المتأخرة وفي نقاط السيطرة والحواجز بانزال شتى انواع الشتائم والاهانات الطائفية عليهم ،دون مراعات لحرمة رجل كبير ولاإمراءة ولاطفل. ماكتبته امس استفز الكثير من الاخوة العراقيين، المخدوعين منهم بالصورة الوطنية للجيش العراقي واولئك الذين يرقصون عندمائدة مختار العصر، وأكثر ما استفزه كلامي، وهذا أمر عجيب وغريب ، اولئك الذين يعيشون في البلدان الاجنبية . . وصباح هذا اليوم،10 / 6 / 2014 ، اثبتت الوقائع والاحداث المتلاحقة بشكل دراماتيكي سريع في مدينة الموصل ،بأن الجيش قد انهزم جميعه ، تاركا المدينة بأجمعها لداعش . دون أن يتحمل مسؤوليته الاخلاقية والمهنية بالدفاع عنها . لذا ، سأسمح لنفسي وهي تذرف الدمع على مدينتي، واقول : حذائي، أطهر من جيش ينهزم قبل أن تبدأ المواجهة معه .حذائي على قائدٍ لم يكلف نفسه أن يقول كلمة يداوي فيها جرح أبناء نينوى ، حذائي على وزير الدفاع ومن معه من الارانب ، حذائي على كل من تآمر لكسر هذه المدينة ابتدأ من داعش والمالكي وكل الاحزاب المشاركة في السلطة قاطبة . . واقول لهم جميعاً : هذا ليس نصرا لكم ، هذا عار سيبقى يلطخ جبينكم ، ابد الدهر . فكلكم الان احفاد العلقمي . ومَن كان له غير هذا الكلام . ومازال يكذب على نفسه وعلى الاخرين فأقول له : اذهب وارسم وشماً على مؤخرتك ،وقل:هنا، يتخندق جيش منهزم .