22 ديسمبر، 2024 2:24 م

اردناها معارضة تحمي الوطن فاذا بها تنحر الوطن!

اردناها معارضة تحمي الوطن فاذا بها تنحر الوطن!

تغفل بعض الدول وربما تتغافل عن بعض الخلايا النائمة والافراد الذين يشكلون مجموعات وتجمعات تحت مسميات رنانة ويخترق بعضها صفوف المعارضة باعتبار انها تعمل وفق الترخيص ورضى الحكومات فتتساهل معها القيادات السياسية والامنية باعتبار انها لا تشكل في الوقت الراهن  خطورة امنية فيتم التغاضي عن انحرافها  وهذه السياسة التي تسمى بسياسة الاحتواء طفت على السطح السياسي بعد تبني الولايات المتحدة الامريكية ومن خلفها الماسونية العالمية  فكرة تطبيق الشرق الاوسط الكبير فخضعت واستكانت بعض الحكومات  والدول التي كانت تتوقع انه وباتباعها هذا الاسلوب ستتماشى مع متطلبات الهيئات والمنظمات الدولية الذراع الفاعل للدول الكبرى والتي تراقب اداءها باعتبار انها جاهدت نفسها ولبت مقررات ومتطلبات تلك الهيئات  ووفرت  مساحة من الحرية تشغلها دوائر المعارضة والتي سوف  تساهم بزعمهم في تصحيح بعض المسارات والمفاهيم والسلوك ولتتماشى مع السياسة العالمية الجديدة  وستكون الدول  بعدها ربما بمنأى عن النقد والتغيير .
فوقعت بعضا من هذه الدول في الخديعة الكبيرة والتي يصعب عليها بعد ذلك  الانفكاك من شباكها  .
ماسطرناه اعلاه لانقصد به دولة وحكومة  بعينها بل هي السياسة الرائجة في اختراق الدول التي تتمتع باستقرار أمني و سياسي واقتصادي وللدول الكبرى المصالح فيها ويصعب عليها اختراقها دون مسوغ وربما هذا التوصيف ينطبق على بعض من دول الشرق الاوسط ومنها دول الخليج العربي القلب النابض  في المشرق العربي.
الخطأ الكبير في هذه السياسة المهادنة التي ثبت فشلها والتي تتمثل في استرضاء الاطراف الدولية وهيئآتها واشتراطاتها فقد افرز ذلك المنحى في بعض الدول نتائجا كارثية على الداخل واربكت العملية السياسية وشتت عملها واسقطت بعضها ..
اما في حال تنبه الدولة لعظم المخطط وخطورته ومراجعة الدولة لحساباتها  ومحاولة ايقاف من ثبت عمالتهم وتخابرهم واعادة الامور الى نصابها  فستتعالى عليها الاصوات النشاز من كل جانب متهمين اياها بشتى الاوصاف والتعمد بحجب الحقائق  بل قلبها لاظهار تلك  الدولة وكأنها عدو للديمقراطية ومستبدة وظالمة لشعبها وربما ان اصرت الدولة في موقفها في اتخاذ الاجراءآت التي تعتقدها مناسبة للمرحلة والتحصين من الارهاب بعد تصاعد وتيرة التحريض والعنف  فسيتحول الامر الى نوع من انواع التحدي والذي ربما سيتطور الى ادانات وقرارات بل حتى يصل الامر لاروقة مجلس الامن ومزيد من العقوبات والتوصيات .هذا هو بالضبط مايحاك ضد  بعض دول العالم الثالث المستهدفة وبدون مجاملة او مناورة .
فاصبحت الدول المستهدفة امام خيارين احلاهما مر .
 عليه فقد  بات الملف الامني والتعامل مع المعارضة المخترقة وما ينضوي تحتها من مجاميع وخلايها  والتي لم يعد  مناسبا توصيفها بالنائمة هو من اصعب الملفات التي تواجه الدول والحكومات  النامية فمن خلالها يتم اختراق الدول والتدخل وربما بث الارهاب والفوضى بطرق ارهابية باتت ممنهجة ومعروفة في استهدافها لاماكن العبادة والاسواق وتخريب الممتلكات وحرق وقطع الطرقات ثم تتحول تدريجيا لاستهداف الشخصيات الوطنية والخطف والتصفيات بطريقة احترافية والانسحاب دونما ترك اي اثر ثم رمي تبعات ذلك على الدولة واجهزتها ووصفها بالقمعية وتسخيرالاعلام المضلل  ثم ما يعقبه من  بيانات ادانة دولية وربما يتطور الامر لتدخل سافر في الشؤون الداخلية  تحت ذريعة حماية الطائفة وغيرها من الحجج التي باتت معروفة فان وصلت الامور لهذا الحد فليعلم الجميع اننا قد وصلنا الى  نقطة اللاعودة ولا ينفع معها ابدا الحلم والمجاملة وعفا الله عما سلف وانصلاح الحال والعودة للصف الوطني  فقد اختار الطرف الاخر واسياده المبارزة واعد لها عدتها وكل يوم يمر دون رادع هو اقسى من قبله في حال اعطاء الجانب السياسي والدبلوماسي دورا لرأب الصدع في وقت لم يعد هنالك صدع بل هو بركان يزمجر ويبحث عن قشرة رقيقة ليثور منها  .
فنحن امام مفترق طرق فاما  مجاراة الدول الكبرى وتطبيق توصيات اللجان والهيئات والمنظمات المسيسة والتي عملها هو اشبه
 بعمل الطبيب المخدر الذي يزرق المريض بالمادة المخدرة  الذي قرر الجراح  بتر احد اعضائه ليجنبه الصراخ والالم  وليسهل عمل الجراح ,وهو بالضبط ما تقوم به تلك الدول الكبرى والمنظمات الاممية التي تأتمر بامرها  وهدفها هو تطمين الدول التي تخطط للايقاع بها وافتراسها من جهة واطلاق يد المعارضة دون مراقبة ومحاسبة والتغطية على جرائمها وتبريرها وفسح المجال لها   لتتحالف وتتخابر مع من تشاء من الدول الاقليمية التي قد اوكلت اليها ولمصالح مشتركة ملفها من جهة اخرى, وهي  لاتريد من  الحكومات سوى الجلوس في مكاتبها وابراق واستلام الرسائل التطمينية حتى يقع في نهاية الطريق الفاس بالرأس ولنصحى يوما بعد زوال التخدير وقد سلب منا  الوطن .
أو التوكل على الله والحزم و تدارك الامور قبل الوصول الى  نقطة اللاعودة التي لا تنفع معها كل الحلول .
فاما الرضوخ والاستكانة ولننتظر بعدها الطوفان او التصدي للمخططات والدخول في مواجهة  صعبة مع الاعداء والمتربصين وذلك قرار ليس من السهل اتخاذه قبل رص الصفوف وبناء تحالفات قوية وتفاهمات اقليمية وربما نحن في الوقت الضائع  لكنه هو الخيار الوحيد المتاح للمحافظة على بيضة الوطن .
وهذا الاجراءآت الاحترازية يجب ان  لاتلغي دور المعارضة الوطنية والتي قلبها على الوطن ولا ترتضى لنفسها العمالة فالحالة الصحية للدول التي تريد الاستقرار والبناء والانماء هو حكومة تجد وتعمل ومعارضة تراقب  وتعترض على اي امر يخل بمكتسبات المواطن ويهدد امنه وسلامته وهدفها الاسمى هوالارتقاء بالوطن لا الارتماء في احضان اعداء الوطن .
نحن امام تحدي ومصير بالغ الخطورة لا ينفع معه ان نجلس في مجالسنا وبيوتنا ونترقب وترك الدولة تتحمل هذا العبئ الثقيل الذي تنوء بحمله الجبال  فالحراك الشعبي مطلوب اليوم اكثر من اي وقت مضى  ولا نغفل تنشيط  الحراك الاعلامي  داخليا وخارجيا وخاصة في اروقة الدول صانعي القرار والتي قفز اليها منذ امد بعيد  الاعداء وقد شغلوا مقاعدهم وتمرسوا وتسيدوا المواقع الرسمية وشكلوا جيشا الكترونيا  موازيا  لمجاميعهم وخلاياهم ومليشياتهم الارهابية  ومن خلالها ينشطون  ليل نهار بايصال صورة قاتمة عن البلاد التي يخططوا بالانقضاض عليها ..
شمروا سادتي عن عقولكم وصدوركم وحتى اناملكم وكل طاقاتكم وسخروا اموالكم  رجالا ونساءا, كبارا وصغارا, افرادا ومؤسسات,هيئات ومنظمات, وكونوا رديفا للدولة ورجالاتها  لعبور هذه المرحلة حتى يميز الله الخبيث من الطيب
(فأما الزبد فيذهب جفاءا واما ماينفع الناس فيمكث في الارض )