23 ديسمبر، 2024 6:02 ص

ارحلوا ايها الفادسون ؟!

ارحلوا ايها الفادسون ؟!

يصاب بالخيبة ويشعر بالاحباط من يطالع قائمة اسماء المرشحين لانتخابات مجلس النواب التي يفترض اجراءها في تشرين الاول من هذا العام ، حيث يكتشف من دون عناء اصرار احزاب السلطة الفاسدة على تدوير نفاياتها من الشخصيات التي كانت السبب في كل ما اصاب العراق من خراب وتدمير وفقر وقهر .. فالغالبية العظمى من المرشحين هم وجوه تكررت في اكثر من دورة انتخابية واثبتت انها فاشلة في تبوأ مقعدها سواء في مجلس النواب او الحكومة .. البعض الاخر من المرشحين وبلا حياء وبكل صفاقة يصر على تضليل المواطنين وخداعهم من خلال اضفاء عناوين توحي بانهم جزء من حراك تشرين الشعبي الذي انطلقت شراراته في 2019 وهو بهذا يؤكد على حقيقتين الاولى تمسكهك بمنهج الكذب والتزوير وخداع الجماهير والثانية مستوى الوهم الذي يعيشونه عندما يتصورون انهم فعلا قادرين على سرقة دماء ثوار تشرين واروح الشهداء .. حيث نعلم جميعا ان التنسيقيات لم تمنح لاحد تفويضا لخوض الانتخابات باسمها كما انها اعلنت صراحة رفضها دخول الانتخابات في ضوء عدم توفر مستلزمات نزاهتها وشفافيتها حيث ما زال السلاح المنفلت الاجرامي يستهدف كل صوت وطني شريف ..

المراقب للاحداث يلاحظ تسابق احزاب السلطة وشخصياتها لممارسة نفس النهج الذي اعتمدته قبل كل انتخابات وهو اطلاق الوعود بالتعينات وشراء ذمم يعض الوجهاء وحتى كتاب واعلاميين واستغلال نفوذهم في مؤسسات الدولة لتقديم بعض الخدمات البسيطة في بعض المناطق وغير ذلك من الاساليب التي تعني ان ليس هنالك حتى الحد الادنى من العدالة في الدعاية الانتخابية لجميع المرشحين ، كما انها وللاسف تعني ضحالة مستوى هذه الشخصيات التي يعجز المواطن عن رؤيتها يعد اعلان نتائج الانتخابات وتراها تتودد المواطن اثناء وقبل العملية الانتخابية .. الامثلة كثيرة ومنها جولات بعض زعماء الاحزاب والتيارات واقامة الولائم والاحتفالات وتنظيم مقابلات لبعض المواطنين وتوزيع الهبات من اموال او هدايا من اجل شراء الاصوات .. ممارسات واساليب رخيصة نتمنى ان لاتنطلي مرة اخرى على المواطنين وان لايسمحوا لهؤلاء الفاسدين بالضحك عليهم والاستهانة بعقولهم .. وكلنا امل بان يمارس المواطن حقه ان لم يكن بالافصاح العلني عن رفضه لترشيح هؤلاء ، فعلى الاقل الامتناع عن استقبالهم احتراما لارواح الشهداء وليثبتوا انهم اكبر من كل وسائل الخداع والتضليل .. ما يؤلم هو انحدار بعض العناوين الى مستوى ما كنا نتمناه لهم وموافقتهم على ان يكونوا ابواق للسياسيين الفاسدين وشهود زور على ما يحصل من انتهاك للحقوق ..احد النواب ويبدو ان له تأثير كبير على وزارة التربية اشترى مدراء مدارس في حي الجامعة بكتب شكر اليهم لتقوم بعدها مديرة اعدادية بتنظيم امسية رمضانية يحضرها مدراء المدارس وبعض من الاشراف التربوي .. احدى القريبات قالت ان الناس في المنطقة اخذوا يتندرون على هذه المديرة وغيرها من مديري المدارس ويستهزؤن الى درجة يقولون فيها ان صرفيات الامسية وغيرها من الماكافاة دفعها النائب الذي لم تمض سوى ايام على خبر اعتقال احد اشقائه بتهم فساد وتمنى مواطنوان اخرون لو ان مديري المدارس التفتوا الى شؤون مدارسهم وعملوا بضمير لكان افضل من هذا الاسلوب المفضوح والرخيص ..

اخيراً لانستبعد التلاعب بنتائج الانتخابات غير ان الحقيقة التي يعرفها السياسيون والعالم جميعا ان صوت العراقي واضح برفضه لهم ولفسادهم ولسان حالهم يقول ارحلوا ارحلوا وكفاكم تدمير وتخريب .