العرب وكل خلائق الدنيا قالت الكثير عن عقوق الصديق وتألموا كثيراً من جفوة الأهل والأحبة ، لأنها تصدر من هؤلاء العرب سمان النفط فإنها تعني ان هنالك خطأ في العلاقات بين الأهل والأخوة وهذا الخطأ هو غير عادي ، لأنه لو كان من الأجنبي لكانت النتائج المترتبة على الوضع النفسي والعملي على العراقي أقل سوءاً من كونها قد أتت من القريب والأخ ، وان العراق تعرض منذ زمن ليس بقليل وقد ساهمتم فيه ناهز ربع قرن من الزمن ، تعرض فيه العراق والعراقيين لأنواع كثيرة من الألم والعذاب والإستهداف في كل حيثيات امورهم ودفع بالقوة لامور اسوا ،و كانت معانات لايمكن ان يحسها إلا العراقي لأن النار تكويه مباشرة وبذل جهدا لابعاد هذه النار عنكم … الا تتذكرون … ، وصدق العرب قديماً عندما قالوا لا يعرف ألم النار الا من اكتوى بها ، وعلى هذا الاساس فإن ترسبات تلك السنين العجاف التي تحملناها ليس من السهولة نسيانها وتجاوزها ، إلا إذا كان البديل على مستوى عالي من الواقعية والرقي ، وأتمنى أن يكون القادة الجدد في العراق قريبين من ذلك ومدركين ، وأعتقد أنهم بمستوى معقول ، لأن الوضع عموماً كان يتقدم نحو الاستقرار ولو بشكل بسيط او نعلل انفسنا بذلك على اقل تقدير ، وينطبق القول على هذا التقدم البطيء للاستقرار ( تفشي البرء بالسقم ) وهذا على المستوى السياسي هو بالتالي أفضل من لا شيء ان حصل ، وبكل ما تعرضنا له ونتعرض اليوم من هجمة الارهاب فإننا نقول لأخوتنا من العرب السمان ، رفقاً بنا لأننا لا يمكن إلا أن نكون عراقيين ولا يمكن لنا الرحيل لأننا نعيش على هذه الأرض منذ الآف السنين ، وتعرفون تماماً بأننا أولوا مرؤة وكرم وخير ، رفقاً بنا أيها الأخوة العرب ونرجو أن لا تأكلوا لحمنا ميتاً ، واليوم نسجل ملاحظات جسيمة على القليل منكم حتى لا تقولوا عنا … سلبيين … ، إنّكم تجرحون بنا وتنقلون عنا الأخبار بالغة السوء ، هلا تتجاهلون ذلك وإن كان فيه شيئاً صحيحاً لأننا بحاجة إلى الكلمة الطيبة لأنها صدقة.
إن استمراركم في إيذائنا وإستهدافنا يزيد الفجوة التي أوجدها هؤلاء القلة ومن اجل مصالحهم الخاصة او رغما عنهم لانهم ليسوا اصحاب قرار او راي ونخاف أن تتوسع بمرور الوقت ونحن نحس ونشعر بالأذى والإستهداف ، ولا نريد أن تصل الأمور إلى القطيعة بيننا ، لأننا أخوة رغم كل المؤثرات ويجب أن يؤخذ بنظر الاعتبار ما نتعرض له من ضغط نفسي وامني واقتصادي هائل سواءاً على مستوى المواطن البسيط أو صاحب القرار السياسي ، نتمنى أن نلقى العون منكم ( غير المادي) ولا تتعجبوا من ذلك لانكم لا تعرفون الا هذه اللغه, لكي نجتاز هذا الظرف الصعب وابعدوا عن أفواهنا ما استطعتم طعم المرارة وعكس ذلك ستكون الامور ليست في صالحكم ولا صالحنا وان المراهنه على بعض البائسين خاسره .
ونحن في وسط الطريق ، نعتقد ونتمنى أن الأمور لن تصل معكم إلى نقطة اللاعودة ، وإنما الذي حصل و يحصل هو تصرفات شخصية ، لا تمثل الشعوب ولا حكوماتهم بشكل مطلق ، ولكن نبقى نخاف من الأيام القادمة ان تخبا لنا أحداث سوداء إذا استمر هذا الإستهداف لنا لان الذي ياخذ منك اجرا ياخذ من غيرك وكانه قاتل ماجور ، ونحن لا نريد شيء منكم إلا المودة في القربى وأنتم خير من يعلم بإمكانياتنا على كافة المستويات حتى في ظروفنا السيئة ، ونريد على أقل تقدير أن تكفوا عنا وتلزموا الصمت إذا لم تقولوا خيراً ، ولا أتمنى أن يأتي اليوم الذي عندما يسأل العراقي عن إخوته العرب يقول بمرارة :
هي الكفُ مَضٌ تَركها بعدَ دائِها وإنْ قُطعت شانت ذراعاً ومعصماً