يتسائل الكثير هل هناك تحول جديد في السياسة الامريكية بعد عودة طالبان الى المشهد في افغانستان الذي يستحيل ان يكون هذا التغيير محط صدفة من غير اتفاق بين امريكا وطالبان لغرض اعادة التوازن من خلال خلق دولة دينية سنية على غرار ايران الدولة الدينية الشيعية خصوصاً بعد تمادي ايران وتحديها المستمر لاستقرار المنطقة ودفع ذيولها في العراق للقيام بالاعتداءات المتكررة على سفارة امريكا وقواعدها العسكرية .. لهذا سيأتي الدور على حكام العراق مهما طال الزمن فقد اصبح التغيير مسألة وقت لان امريكا لم تجد البديل الذي تثق به لحد الان للاعتماد عليه في التغيير وحتى الكاظمي لم تثق في امكاناته وتعلم انه اسير القوى التي جاءت به الى سدة الحكم لان امريكا في تحالفاتها دائما تفتش عن القوي الذي وجدته في حركة طالبان حتى وان كانت على خلاف معها لان سياستها البرجماتية قادرة على اصلاح البين وفق مقولة عدو الامس صديق اليوم .. مما يعني ان حسابات امريكا تتسم بالنفس الطويل كما هو معروف لانها لا يمكن ان تترك العراق لقمة سائغة الى عملاء ايران بعد ان جاءت بهم من شوارع اوربا الى سدة الحكم ومن ثم غدروا بها وارتموا بحضن ولي الفقيه استناداً الى الولاء المذهبي الذي يتقدم على الولاء السياسي، لهذا نعتقد امريكا تسير وفق مخطط مدروس لتصفية حساباتها في المنطقة بعد افغانستان وحتماً سيأتي الدور على الذيول ليكون مصيرهم في نفس صندق القمامة الذي رمت فيه اقرب عملائها ابتداء من شاه ايران الى حسني مبارك وآخرهم اشرف غني وبعدها لم يعد ينفع تشبث الاحزاب والفصائل السياسية بالانتخابات والتطبيل والتزمير لها من اجل البقاء في السلطة ليقولوا للعالم نحن جئنا عبر صناديق الاقتراع بارادة الشعب دون الاتعاظ من التجارب السابقة لكثير من الدول التي فاز فيها رؤساء ومرشحين سياسيين وزعماء احزاب بنسب وصلت الى اكثر من 90% واذا في ليلة وضحاها منهم من سحل ومنهم من قتل ومنهم من هرب ولم يدافع عنهم ناخبيهم، مما يعني ان الانتخابات القادمة لا تعفيهم من الحساب على الجرائم التي اقترفوها لان الجميع يعلم مدى التزوير الذي سيحصل كما حصل في الانتخابات السابقة التي بات من المؤكد ان هكذا انتخابات كذبة سمجة لا تصلح في دول محتلة يسودها الجهل وشراء الذمم والتزوير والكذب .. لذلك يفترض ان يتعض هؤلاء من تجارب الماضي التي هي حلقة الوصل مابين الحاضر والمستقبل وان غداً لناظره قريب وليعلم من اشترى آخرته بالدنيا اذا اغلقت الابواب اين المفر .