23 ديسمبر، 2024 12:10 ص

ادبيات حمو رابي وتاريخه يدعوان للبطش والتسلط

ادبيات حمو رابي وتاريخه يدعوان للبطش والتسلط

الكثير يذهب ويصور ويصدر الملك البابلي حمو رابي بانه هو اول من اسس القوانين التاريخية ووضع اسسها المنطقية العادلة والتي تقود المجتمع الى العدالة والحق والعدل والرفاهيه المطلقة !!! اغلب مؤلفوا الأسفار التي يسمونها ( المقدسة ) اقتبسوا من قوانين حمو رابي وخاصة اليهود وذلك لانها تتلائم مع توجهاتهم القذرة والخبيثه في سفك الدماء واشاعة روح التجبر والعبودية وتجارة العبيد .

لم تاتي شريعة حمو رابي بقوانين منطقية وعقلائية انسانية بل جاءت بكل ما هو مخالف للدين والعقل والمنطق لذلك نرى ان من يروج لها وبقوة هو الخط الالحادي العلماني الكافر لانه يرى فيها وسيلة ذكية وسهله لتحقيق اهدافه .

فأي قوانين منطقية وانسانية واعجازية تلك التي شرعها حمو رابي وهو يدعو في مقدمة شريعته يمجد إله بابل ( مردوخ ) وفي الوقت نفسه يمجد جميع الآلهة الأخرى !!
والقران الكريم والذي هو اقدم منه زمنياً يقول ( لَوْ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ) كما انه لا يخفى على الجميع ان حمو رابي فصل في شريعته الحمقاء السلطة الدينية عن المدنية بوضوح تام وهذا ايظا مخالف للعقل والمنطق والدين والعقيدة الاسلامية السمحاء التي تجعل الدين مسؤول عن كل تصرفات واعمال بني البشر لتقومهم وتوجههم التوجيه الصحيح ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) فكل الانبياء بما فيهم من عاصروا حمو رابي هم مكلفين بنشر التعاليم والقوانين السماوية لرفعة البشر ولا فرق بين الدين والسياسة والسلطه .

فتحصيل حاصل ان من يستشهد بحمو رابي ومردوخ ويترك فكر امير البلاغة الامام علي واهل البيت عليهم السلام والانبياء والصالحين وعلى طول خط التاريخ البشري يعاني اكيداً من ضحاله التفكير فزمن حمو رابي لم يكن ورديا بل كان من ازمنه الطغيان والبطش والتسلط .

اضافة الى ان جل ادبيات حمورابي وتاريخه يدعوان للقسوة ويخالفان الدين الاسلامي الحنيف والمذهب ومن يبتعد عن الشريعة المحمدية وخط العتره ويتائر بالعولمه فأكيداً سيتجه الى مردوخ واشكاله !!

لولا جبروت هذه الازمنة الغابرة كزمن مردوخ وحمورابي وظلمهم لمابعث الرحمن الانبياء والرسل وجعلهم معجزة على البشر وحجة فهم اصل كل شيء وهم العين الصافية التي ينبع منها كل طيب وبركه وعلم وقوانين اخلاقية واجتماعية وانسانية فلم يغادروا صغيرة او كبيرة الا تحدثوا واشاروا لها وبينوا احكامها وشريعتها .

لقد نحت حمو رابي ومن منطلق جبروته وعلوه في الارض على قمة الحجر الذي حررت عليه قوانينه صورته الشخصية وهو يتسلم السلطة من إله الشمس وهذا متجانس تماما مع افكار ومعتقدات اليهود فهو سعى لايصال فكرة ورسالة مفادها انا ربكم الاعلى الذي يوحى الي من ألهة الشمس مردوخ !!

حمو رابي لم يأتي بجديد في شريعته وقوانينه اطلاقاً بل وجد رأي عام مساعد واعلام غير مهني ومتملق ساعده في تحقيق افكاره ورؤاه السلطويه العبثيه فجل قوانينه التي يدعي تأليفها قد جمعها من شرائع أخرى قديمة أفرغها بحسب ما وافق غايته وأضاف إليها تعاليم دينية مبعثرة ونصائح أخلاقية يعتبرها في نظره هو وحاشيته صحيحة !!
كما ان عهده شهد حروب دموية واسعة بدأ من معركة ” ريمسن ” ملك ( لارسا ) ومعركة (عيلام ) ومعركة ( أشنوناك) ومعركة (ياموتيل) وزمري !! فأي قوانين عادلة كانت في زمنه وأي عدل يتحدث عنه المؤرخون وعاظ السلاطين وهو الذي يسمي نفسه ( الرب أمو عظيم ) !!

ألحاده وكفره المطلق جعله يختم قوانينه بقصيدة غنائية له ويطلب من الألهة إفناء كل من لا يعمل بهذه القوانين أو يحاول طمسها أو تخريبها أو إضافة اسمه عليها ويعتقل ويقتل كل من يتجاسر عليها وعلى اسمه الالهي !! ووصل به الامر من الجبروت والقسوة ان نقش على كل حجر صورته واقفا يتعبد لما يسميه أله الشمس الجالس على عرشه وأشعة الشمس تنبعث من أكتافه وهو يمد يده يتسلم منه أدوات القياس علامة إعمار البلاد حسب ادعاءه الفارغ !!

العودة والاستشهاد بتعاليم ديننا الحنيف والشرائع السماوية والرجوع الى وصايا وحديث نبينا الاكرم محمد صلى الله عليه واله وروايات ائمتنا المعصومين وتوصيات مراجعنا العاملين الذين هم امتداد خط النبوة والامامة الطبيعي هو المنجى من الهلاك والضياع وهو وسيلة النجاة وهو القدوة التي يجب الاعتماد عليها وعدم تركها تحت اي ظرف كان .