18 ديسمبر، 2024 11:27 م

ادباء والدراما يعبثون بالتاريخ

ادباء والدراما يعبثون بالتاريخ

السيرة النبوية ساحة ثرية بكل العلوم والمجالات الفكرية ولانها كذلك فان كل من يفكر ان يقتحم هذه الساحة فانه يستطيع ومن غير عوارض و لاضوابط . واخطر من يعبث بالتاريخ هو من تكون له جماهيرية لما يكتب من روايات وقصص وشعر .

هنا ساستعرض ثلاثة نماذج كتبوا عن السيرة النبوية وفق رايهم وليس مصادر التاريخ وبالنتيجة اعتبرت حقيقة لقرائهم اولهم توفيق الحكيم ( 1898-1987) اديب وروائي مصري غي كتابه محمد الرسول البشير / الناشر مؤسسة هنداوي في اخر مشهد من الرواية والخاص باحتضار النبي محمد صلى الله عليه واله عندما اراد ان يكتب كتابا لا يضلوا من بعده ابدا فقال عمر ان الرسول ليهجر فايده الامام علي على ان لا يقربوا له ما يريد للكتابة ….. هذه المغالطة العابثة بالتاريخ ياخذ بها المولعون بكتابات توفيق الحكيم دون تحقق لانه عندهم الصادق الامين ، وفي نفس الوقت لااعلم من اين له هذه المعلومة وكيف سيواجه ربه بما كتب .

طه حسين في كتابه على هامش السيرة ايضا لمؤسسة هنداوي يقول في احدى محطاته ” عرض الاسلام ـ اي النبي محمد (ص) ـ على عمه والح عليه وكاد الرجل ـ اي ابو طالب ـ ان يقبل لولا حمية الجاهلية فلما مات قال ابن اخيه لاستغفرن لك فلامه القران في ذلك لوما عنيفا ( ص 146) وذكر الاية 113 ـ114 من سورة التوبة “…. ومغالطة اخرى تخص رواية بحيرى الذي شق صدر النبي واخرج ما اخرج من قلبه في رواية اسرائيلية دست في السيرة النبوية اعتمدها طه حسين …. هذه المغالطة التي يريد طه حسين ان يثبتها في عقول الناس ان ابا طلب مات كافرا ولان لطه حسين مريدين كثر فانهم يصدقون بما يكتب .

معروف الرصافي الشاعر العراقي له كتاب ( الشخصية المحمدية ) كتبه في الفلوجة عام 1933م. نشرته دار منشورات الجمل عام 2002م. يتحدث عن شخصية النبي محمد صلى الله عليه اله وللاسف الشديد فيه كثير من المغالطات التي تمس شخص النبي وقد اثار جدلا واسعا هذا الكتاب حيث اعتبر الرصافي أن الرسول أذكى شخص في التاريخ، لأنه شكل ديناً لا يزال مستمراً حتى الآن، ويتبعه أكثر من مليار شخص، لكنه رفض توصيفه بالنبي، ورفض الإيمان بالمعجزات مثل «رحلة الإسراء والمعراج»، وامور كثيرة تخص شخصية النبي محمد صلى الله عليه واله

طبعا والادب يتبع الدراما فكثير من الاعمال الفنية اقلام ومسلسلات تكون مادتها هذه الروايات التي يكتبها الادباء هي التاليف والسيناريو فتصبح من المسلمات عندما تتحول الى افلام سينمائية او مسلسلات وقد اثارت بعض هذه الاعمال الفنية الانتقادات وحتى ولدت العنف بين افراد المجتمع الواحد لما فيها من انتهاكات لحقائق التاريخ .

وهنا لابد لنا من الاشارة الى دور السينما في ترسيخ كثير من المفاهيم الهدامة لاسيما التي تخص التاريخ او خبائث بعض الحكام والحكومات بحق العالم واخص بالذكر الادارة الامريكية ومنظومتها الاستخبارية التي لها حصة كبيرة بين شركات وستوديوهات هوليود خاصة بها لنفث سمومها وتحريف حقائق حروبها العبثية مع تجميل صورة ادواتها الحربية ظنا منها انها تقنع المشاهد اذا ما شاهد اعمالهم السينمائية ، لكن شاء الله ان تتفجر الحقائق بفضل السابع من اكتوبر .