في اي تحليل لاصحاب المصلحة في أزمة السيادة العراقية على (الدولار الأبيض) من ريع النفط .. يتطلب تحديد أسباب اخضاع حساب إيداع قيمة هذا الريع تحت سيادة الرئيس الامريكي بعنوان حمايته من مطالبات اطراف متعددة لتعويضات سابقة وتحت قرارات مجلس الأمن الدولي للحالة بين العراق والكويت .
فيما مضى مجلس الأمن الدولي للتعامل مع عراق جديد تحت الاحتلال الامريكي وشركاه الإقليميين والمحليين.. ولم يبادر اي من هؤلاء خلال عقدين ونيف من الزمن ما بعد ٢٠٠٣ الى اعادة سيادة العراق على ريع نفطه.
في المقابل.. هناك (نصائح) امريكية مباشرة او من خلال خبراء دولتين في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وايضا بعثة الامم المتحدة عبر تقاريرها الدورية .. المعضلة الأساسية ان الاحزاب المتصدية لسلطان الحكم في عراق اليوم لم تتوقف عند مدخلات كل هذه التحذيرات.. حتى جاء التحذير الأكبر في ملفات مراكز التفكير الأمريكية لعل ابرزها ملف مجلس العلاقات الخارجية الامريكي المنشور في مجلة الفورن افيرز… الذي كشف عن التفكير الحقيقي للتغيير بعد اعلان الفشل التام للعملية السياسية العراقية ..مصدر هذا الفشل في قراءات هذه المراكز.. تلك الحلول(الوقحة )التي جعلت (الدولار الابيض) من ريع النفط العراقي..يتحول الى( الدولار الاسود) لخرق العقوبات الأمريكية على إيران!!
هكذا تصاعدت الحرب الناعمة الأمريكية ضد من تصفهم ب( جهات ولائية) كبنوك او زعامات.. كان آخرها شمول ١٤ بنكا محليا ومن قبل ذلك ٤ بنوك ليكون المجموع ١٨ بنكا من أصل حوالي السبعين بنكا اغلبها يشارك في مزاد العملة نافذة تحويل ( الدولار الأبيض ) الى ( دولار اسود ) !!
في المقابل.. لم تستطع الحكومة العراقية في دوراتها المتعاقبة ومنها حكومة السيد السوداني إيجاد مدخلات صحيحة لمخرجات حلول فضلى تغادر الذرائعية في التعامل مع أخطر ملف اقتصادي .. وكل الإجراءات التي تاتي بها واغلبها تعهدات امام الفيدرالي الأميركي لإدخال( الدولار الأبيض ) في منصة تداول اليكترونية مقابل الكثير من تلك الوعود المثالية التي جاءت في ( الورقة البيضاء ) للإصلاح الاقتصادي..ناهيك عما ورد من مضمونها في المنهاج الوزاري لحكومة السيد السوداني.. ولكن !!
لم تنجح كل محاولات الهروب النقدى العراقي نحو الامام للخروج من نفق التوصيف الامريكي لاموال ريع النفط العراقي عبر المسموح لها الانتقال إلى إيران تحت قرارات العقوبات الأمريكية … او ان تكون هذه الاموال تحت سيادة عراقية كاملة ومواجهة فخ (الثقب الاسود) الذي تركه الأمريكان امام العراق ..بل ان البنك المركزي العراقي ينتظر وصول الطائرة العسكرية الأمريكية لنقل الدولار..وفي حالة تاخرها..سيكون امام استحقاق فضيحة … انهيار مزاد العملة لعدم توفر عملة الدولار !!
لذلك صحت مقولة الرئيس المصري ( المتغطي بالامريكان ..عريان) هكذا يصبح العراق امام استحقاق.. التضحية بطرح الدولار بعدة منافذ لتسهيل اليات تحويل ( الدولار الأبيض ) الى ( الدولار الاسود) عبر محلات الصيرفة والبنوك المرتبطة في الأغلب باليات الجهاز المصرفي الإيراني المعاقب امريكيا …
كل هذه المدخلات يمكن ان تعجل بتحويل متبنيات مراكز التفكير الأمريكية في تحليلاتهم عن مرور عقدين على التغيير في العراق الى سياسات عامة حكومية ناهيك عنما يمكن ان يكون لاسيما وان السفيرة الأمريكية الحالية متخصصة في محاربة الإرهاب.. كما باشر زميل لها في السفارة البريطانية ايضا متخصص بمكافحة الإرهاب .. السؤال كيف يمكن ان نقرأ المرحلة المقبلة في عراق اليوم ؟؟
اعتقد نحتاج الى تعريف العدو والصديق للحكومة العراقية..فادارة الازمة الدولارية وإمكانية تحويلها الى فرص عمل تطبيقية.. يحتاج الى مواقف عراقية ابتكارية كما حصل في قرار مبادلة الغاز الإيراني بالنفط العراقي .. هل ثمة فرضيات حقيقية لظهور مصفوفة حلول جديدة ابتكارية تعالج اصل موضوع الحماية الأمريكية لريع النفط العراقي .. وتشكيل غرفة عمليات مشتركة لادارة أزمة الدولار .
السؤال الاخر .. هل يحقق القفز العراقي على الازمة الدولارية خسارة مالية ونقدية تثير القلق والتوتر الاقتصادي المحلي.. . الا يحتاج اي قرار عراقي جديد .. الى مواقف وطنية تشارك في دعم اي قرار يؤدي إلى خفض التصعيد الدولاري؟؟
كل هذه التساؤلات الصعبة تبحث عن حلول حقيقية منشودة تختلف عنما كان سابقا .. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!! للنشر