23 ديسمبر، 2024 9:57 ص

اخي ابا اسراء..وداعا

اخي ابا اسراء..وداعا

لااعرف السبب الذي دفعني الى كتابة هذا المقال اليك ولست اعرف الدافع من وراء هذه الهلوسة التي قادتني الى استذكار تاريخنا الحزبي السابق وكيف كنت تخيرنا بين ان نبقى في معسكر الشهيد الصدر عام 1982 او اخلاء المكان لان السيد الحكيم اتفق مع الايرانيين على توحيد معسكرات العمل الفدائي المسلح تحت ولايته فماكان منا الا الخروج من المعسكر احتجاجا على مصادرة راي الدعوة في ان يكون لها معسكر وقوات من المجاهدين وفضلنا الانخراط في حوزة الحكمة في قم وهي واجهة علمية للدعوة من ان نبقى تحت ولاية السيد الحكيم او ننحني للقرار الايراني في ذلك الوقت!.
اشعر ان التاريخ يعيد نفسه واشعر اننا امام تخيير جديد بين ان نكون او لا نكون ومن غريب الصدف ان الذي عليه ان يختار بين الرحيل عن السلطة او المجهول الذي سيوضع فيه البلد هو انت ولسنا نحن في الدعوة او ماتبقى من رجال الدعوة الاسلامية الذين عرفتهم في ايران.
عليك ان تختار وان تمنحنا فرصة انقاذ بلد يقف الان على حافة الانهيار اذ كنت قبل 31 عاما من الان اكثر مرونة في التعاطي مع الشان الحزبي والايراني وفي ادارة خلاف الدعوة الاسلامية مع السيد الحكيم..ان تختار الاستقالة عن الترشح لادارة الحكومة العراقية القادمة وهي ادارة محفوفة بالمخاطر والقلق في ان يذهب النصف الثاني من البلد بيد الدواعش او الانقلابيين او يحدث شيء في البلد يجعلنا كلنا عاجزين عن فعل شيء فهل ستمتثل لنداء التاريخ السياسي المشترك وايام العمل الجهادي وكيف كنا خلية واحدة وتغلب مصالح البلد الي يريدك ان تستريح من وعثاء العمل بالدولة الى حيث تاخذ قسطا من الراحة وتتفرغ للعمل الحزبي وتعيد بناء الحزب الذي تصدع وتراجع كثيرا وقل حجمه في الساحة العراقية وهو الحزب الاول والتنظيم الاسلامي الاول وحزب الشهداء؟!.
البلد في خطر والعاصفة لاتستهدفك وحدك بل العاصفة وضعتك امامها واشتغلت بالبلد تمزيقا وقتلا واستهدافا ونيلا من مقدساته وانبيائه وسيادة الوطنية وقد تحقق الكثير لها ولااريد ان نجرد اخطائنا او ندقق سوءاتنا ونحصي عدد الهنات التي ظهرت في ادارة الدولة ولكن اود ان اقول لك بان استمرارك في ادارة الدولة وفق النهج الذي اعتمده وقابله خصومك بالصد والبعد والنقد والهجوم الكاسح اضافة الى ماحصل في الموصل وفي العراق عموما من تطورات وتداعيات والاهم انفضاض اصدقائك في التحالف الوطني واقربهم منزلة منك الجعفري والمجلس الاعلى والفضيلة وبدر جعل من الصعب والصعب جدا ان تكون بموقعك لولاية ثالثة واذا اتت تلك الولاية فان العراق سيبتلع الطعم الاخير ويخسر نصفه الثاني وندخل دائرة احتلال داعش!.
كلنا يعرف وانت تعرف ان البلد في قلب الاستهداف وانت تعرف ونحن نعرف انك لاتستطيع فعل شيء لداعش مع استمرار حال التمزق السياسي الحاصل وسعيك لولاية ثالثة رغم ان الاجواء المحيطة بالعملية السياسية وراي الكتل السياسية بما فيها الاخوة في التحالف الوطني لاتشجع التاكيد انك ستاتي ولو بنسبة واحد % فلماذا هذا الاصرار واخوتك في التحالف ضدك ورسالتك الى المحكمة الاتحادية قالت للقاضي المحمود انهم يكذبون وانك انت الاولى بالتكليف لانك الكتلة الاكبر في مخالفة صريحة لاخلاقيات العمل الوطني عبر تقديم القانون نفسه كتلة اكبر دون التحالف الوطني والتفسير الدستوري للمادة 76 اذ تكرر ياصديقي مااعترض علاوي عليه وانكرته انت عليه عبر تاكيد ان العراقية هي الكتلة الاكبربعد ظهور نتائج انتخابات 2010.
كان من المفترض على الاخوة المخالفين لولايتك في الائتلاف الوطني ان يقدموا مرشحهم لرئاسة الوزراء اذا ماكانوا يرغبون تولي رئاسة الحكومة وان لايدفنوا رؤوسهم في الرمال وهم يتحدثون عن ميل للدكتاتورية عندك واستحواذ على كيان التحالف الوطني لانهم في الحقيقة لايريدون الاصطدام بك لاسباب يعرفها القاصي والداني اولها الخوف من المتابعة الامنية والعودة الى سياسة ملفات الفساد ومذكرات القبض التي اعتدنا للاسف رؤيتها في سنوات الولايتين الماضيتين وثانيها انتظار مايقوله سليماني مسؤول ملف الحكومة وكلام ايران عن ان التحالف الوطني هو المرجعية والخيمة وهو الممثل الشرعي للشيعة.
لكن ذلك الامر لايمنع من ترشيح رجل اخر من التحالف الوطني ومن ائتلاف القانون للولاية الثالثة وان لايتم تصعيد المواقف والاحتماء بظل المحكمة الاتحادية لمزيد من الخلاف والتشنج الذي لااحد يستفيد منه في ظل تصاعد حدة المعارك مع داعش والمجموعات المسلحة الاخرى.
اعرف ان الامر ثقيل عليك والتركة الحالية التي توارثتها الدولة ليس بالهين التخلص منها في ظل هذا التكاثر الاميبي للمستشارين والتابعين لهم باحسان ولكن المسؤولية التاريخية توجب عليك ان تسلم الامر لمن ياتي بعدك اذ لو دامت لغيرك ماوصلت اليك ولاتكن مثالا في السياسة لطالما اشتغلنا عليه في ثقافة الدعوة بمالانرغب في تسميته او توصيفه!.
لااريد لك ان يتناولك التاريخ بمالايتناسب وتاريخك في الحركة الاسلامية ولااريد لك ان تنسحب انسحاب قواتنا في الموصل على يد الفاسد مهدي الغراوي بل اريدك ان تخرج مهابا معززا مكرما من مكان الموقع الاول في البلاد واترك المسؤولية لغيرك ممن تجده جديرا في تحمل المسؤولية من بين الاخوة قادة ائتلاف القانون مع انني ارجح الاخ الشهرستاني على غيره ليكون رئيس الوزراء المكلف لاسباب في شخصية الشهرستاني ولان الرجل بريفسور وعالم ذرة وممسك بملف حيوي منذ سنوات (النفط والكهرباء) وقادر على التوفيق بين مكنوات الحكومة وشخصياتها السياسية والاهم من ذلك ان الرجل لديه رؤية في ادارة الدولة وليس لديه خلافات جوهرية مع اغلب قادة التحالف الوطني ولانه ليس قائد مليشيا مثل بعض رؤوساء المنظمات الحزبية المسلحة كهادي العامري!.
الفرصة سانحة للانسحاب المشرف من الترشح لرئاسة الحكومة واخشى ان تفوت الفرصة لتنسحب انسحابا لايليق بك ولا بنا دولة الرئيس.

داعية سابق