يبدو ان قدر الموصل العزيزة ان تتوالى عليها النكائب الواحدة تلو الاخرى فبعد احداث ما قبل حزيران 2014 وما بعدها من سيطرة تنظيم داعش الارهابي عليها وقيامه باكبر مجازر بحق الابرياء وصولا الى مرحلة التحرير التي كانت قاسية على الابرياء وهم بين جحيم القصف والنيران المتبادلة فاصبح طعم النصر يتبعه انين صامت على فراغ الاف من الاطفال والنساء وتحول احياء كاملة الى ركام وصولا الى فاجعة العبارة التي كانت الاشد ايلاما…
الموصل التي لايكاد شبر في ارضها الا ويحكي قصة فاجعة والم لايمكن تدوينه ولو بمئات الكتب اصبحت الان ساحة للتنافس السياسي ومحاولة كل طرف الاستحواذ عليها ليس طمعا في خدمة اهاليها الكرام بل محاولة سرقة ما تبقى من اموال الاعمار لتملاء جيوب الفاسدين…
محمد الحلبوسي الذي نظر اليه الكثيرون بتفاؤل في حضور الشباب على راس اعلى جهة تشريعية في البلاد بدء لعاب السيطرة يغزو ذهنه بدفع من بعض الاطراف في محاولة للهمينة والسيطرة على الموصل من خلال تجنيد مايسمى بحسام العبار راس الاسلام السياسي في مجلس نينوى واحد اهم قادة اعتصاماتها قبل 2014 والتي كانت سببب رئيسي في فوضى حزيران الاسود وتداعياته المعروفة لكل العراقيين..
الحلبوسي دخل لعبة دولية وليس عراقية للسيطرة على القرار في ثاني اكبر المدن البلاد بدعم دولي واقليمي ربما سيؤدي الى تداعيات خطيرة لان اهل الموصل لن يتحملوا بعد الان ان تتحول مدينتهم الى رهان في لعبة التوازنات والمصالح السياسية..
مايحدث في الموصل الان هي ذات الحكاية التاريخية لاخوة يوسف الذين قادوا اخاهم لرميه في البئر دون اكتراث ولكن هذه المرة بنهكة موصلاوية وربما تنافس الساسة ومنهم الحلبوسي على منصب المحافظ من خلال دعم مرشحه بكل الاتجاهات هي محاولة الاستحواذ على مقدرات المدينة الاقتصادية ومقاعدها النيابية التي تفتح شهية الحلبوسي وداعميه اما اهالي الموصل وبقية مدنها العزيزة فهم مجرد ارقام في اللعبة السياسية القادمة .