23 ديسمبر، 2024 3:53 م

اخلاق الحروب وتجفيف المنابع!

اخلاق الحروب وتجفيف المنابع!

لا تخلو أي حرب من الخسائر, كما لا تخلو ايضاً من الأخطاء, فمن يعمل يقع في الخطأ؛ وحتما نسبة الخطأ موجودة ،وتتراوح قيمتها كلما كان العمل متقناً.
هكذا أيضا في الحروب العالمية كانت أخطاء, فما بالك لو كانت هذه الحروب بمثابة حرب الشوارع, وهو الحال الذي نمربه، من مواجهات دامية بين ابطال القوات الأمني،ة وبمساندة شجاعة من غيارى الحشد الشعبي من جانب، وبين الدواعش وانصارهم من جانب آخر.
بين الحين والأخر؛ نسمع عن وجود خروقات، ترافق عملية الانتصار الذي تتحق مع انكسار الدواعش, وسمعنا جميعا بفرية الثلاجة, والتي ما ان انتهت، حتى برزت حوادث وأقاويل استهداف الجوامع!
بالتأكيد؛ لا ننفي ولا نؤكد استهداف الجوامع، التي تعرضت ربما للقصف من الدواعش وانصارهم, او ربما استهدفت عن طريق الخطأ, و لعل الصدفة وحدها، هي التي قادت القذائف والصواريخ، لتستقر في اسطح ومأذن جوامع الفلوجة!
العجب ان جميع المعنيين؛ يشعرون بمسؤولية وطنية تجاه الجوامع مع احترامنا لقدسيتها, دون النظر لقدسية الانسان، الذي كرمه الباري سبحانه وتعالى, دون النظر الى ان هذه الجوامع؛ خرجت جيلا قياديا من انصار داعش, بلحاظ انها أصبحت دارا آمنا وملاذا دافئا في الشتاء ،وباردا في الصيف لداعش, ولو يعلم العالم ان هذه الجوامع كانت تكبر، لقتل الأبرياء لتدافع الخلق كله الى هدمها!
لداعش مثلما لتنظيم القاعدة؛ وجبهة النصرة من قبلة, منابع للتمويل, ومصادر للتبويق, فهي تارة تمده بالسلاح والمال والانصار, وتارة تسوق جرائمه، على انها انتصارات في سبيله جل في علاه!
هذه عين المشكلة؛ وعلى الدولة العراقية مجتمعة وبكلمة واحدة، ان تذهب لاصدار قرار جماعي يقضي بتجفيف منابع الإرهاب، دون النظر الى المقدسات، فلا قدسية تعلو على قدسية الانسان.
الامام علي عليه السلام يقول: الناس صنفان اما اخاً لك في الدين، او نظير لك في الخلق, ولغة الحرب تقول الناس صنفان: اما مع النظام او مع داعش!