قصفت الطائرات الامريكية فجر 28من هذا الشهر؛ مخزنيين لقوات الحشد الشعبي، احدهما في العراق بالقرب من الحدود والاخر في سوريا، قال البنتاغون من انها تابعة لفصائل موالية لإيران، وبأمر من بايدن. جوبه برد فعل من ايران على لسان الناطق باسم خارجيتها. كما ان الخارجية العراقية ومكتب القائد العام للقوات العراقية؛ شجبت هذه الغارات، واصفة ايها؛ من انها اختراق سافر لسيادة العراق، وعلى الولايات المتحدة التوقف من الخرق المستمر للسيادة العراقية. الهجوم جاء في وقت انعقاد قمة الاخوة، بحسب تسمية الخارجية العراقية؛ بين رئيس الوزراء العراقي، والرئيس السيسي، والملك عبد الله. الهجوم جاء اثر تعرض او التعرض المستمر من قبل فصائل المقاومة على القواعد الامريكية او القواعد الاخرى التي تضم عدد من الجنود الامريكيين. في محاولة للضغط على الولايات المتحدة للانسحاب من العراق، او كما تقول هذه الفصائل؛ انفاذا لقرار البرلمان العراقي بإخراج القوات الاجنبية من اراض العراق، وفي مقدمتها القوات الامريكية. وفي وقت تستمر المفاوضات الاستراتيجية بين العراق وامريكا؛ لوضع استراتيجية بعيدة الامد، لتنظيم العلاقة بين الدولتين، على اسس واضحة. كما تقول الحكومة في العراق والولايات المتحدة الامريكية. ان العلاقة بين العراق وامريكا؛ علاقة ملتبسة جدا، ويسودها الضبابية وعدم الوضوح. فلا العراق يطلب بشكل واضح بقرار وطلب رسمي، من الولايات المتحدة الانسحاب الكلي والتام من اراضي العراق، بدل، من اللف والدوران، من قبيل تبديل القوات الامريكية بأخرى من حلف الناتو، اي قوات امريكية بثوب اطلسي. صحيح ان هناك تصريحات، مفادها؛ ان الحكومة العراقية؛ طلبت من الولايات المتحدة؛ الانسحاب من ارض الوطن. لكن ان هذا لا تؤيده الحقائق على الارض؛ اذ ان القوات الامريكية لم تزل موجودة على ارض العراق في قاعدة عين الاسد، وفي قاعدة حرير، ولا يوجد اي تحرك يؤكد الاستعداد للجلاء، مع ان هذه العملية مضى عليها اكثر من سنتين. كما انه ومن الجانب الاخر، وهو جانب ذو اهمية كبيرة، في التأسيس لأرضية صلبة، تقود بالضرورة الحتمية، الى اجبار الامريكيين على الانسحاب؛ ونقصد هنا وحدة الموقف العراقي ولا نقصد وحدة رأي وموقف الشعب العراقي، لأن العراقيين جميعهم، او ان الاغلبية العظمى منهم؛ لا تؤيد بقاء تلك القوات، بل تريد اجلاء القوات الامريكية من تراب الوطن؛ الذي نعنيه، هنا هو عدم وجود موقف ورأي موحد على صعيد الحكومة والبرلمان، مع ان البرلمان كان قد اتخذ قرارا يجبر الحكومة العراقية على الطلب الرسمي من امريكا بسحب قواتها، قبل اكثر من سنتين، هذا هو الذي يظهر على السطح، لكن هناك ما هو تحت السطح بخلاف هذا الذي هو فوق السطح. ان القواعد الامريكية على ارض العراق، هي قواعد ونقصد هنا تحديدا؛ قاعدة عين الاسد وقاعدة حرير؛ تدخل ضمن الاستراتيجية الكونية الامريكية، وهي استراتيجية جديدة، تختلف كليا عن استراتيجيتها السابقة، اي ان هناك تبديل كامل في الاستراتيجية الامريكية، والعراق مفصل مهم جدا في هذه الاستراتيجية؛ القاعدتان سبقتا الذكر؛ تدخلان في صلب هذه الاستراتيجية. عليه، فأن من يريد اخراج قوات الاحتلال الامريكي؛ عليه ان يعمل بجد ونشاط على مختلف الصعد؛ لتهيئة الارضية القانونية، اي طرق ابواب القانون الدولي، ومنصته هيئة الامم المتحدة، وحتى مجلس الامن الدولي؛ اذا كانت هناك نية صادقة وفيها تصميم اكيد، لا رجع عنه؛ بإخراج قوات الاحتلال الامريكي، من تربة هذا الوطن الذي ابتلي باليانكي الامريكي. السؤال هنا؛ هل بإمكان المسؤولون العراقيون، العمل الجدي في هذا الاتجاه وهو اتجاه قانوني.. ام ان هناك ما تحت الاكمة ما تحتها؛ لبعض المسؤولين وليس كلهم. نعتقد ان الوضع معقد جدا، ومشتبك جدا؛ ولا يحل عقده الا الشعب.. عبر صناديق الاقتراع، أو بوسائل اخرى.. معروفة ولا حاجة لذكرها هنا. ان ما يؤكد ان هناك في الافق استراتيجية غربية جديدة اي امريكية واطلسية؛ ما خرج به اجتماع حلف الناتو والدول الصناعية السبع، والاتحاد الاوربي والولايات المتحدة؛ باعتماد مشروع اسموه: قواعد النظام العالمي الجديد. وهذا من وجهة نظرنا المتواضعة؛ انه سوف يشكل بداية لاستراتيجية غربية بقيادة امريكا، لخرق القانون الدولي والتلاعب به، واعادة صياغته بما يكون او منصاته، ضمنيا وليس اقرارا؛ لخدمة اجندتهم في مواجهة الصين وروسيا. ان صلب هذه القواعد هو نشر الديمقراطية الغربية حصرا في الكرة الارضية، حتى ولو كانت صورية، وهي في اغلب الاوقات تكون كذلك. على هذا التوجه الغربي والامريكي، سوف يكون اي نظام لا يرضخ لهم، ولسياستهم؛ نظام مارق، ونظام ليس فيه ديمقراطية، حتى وان كانت فيه ديمقراطية، وتبادل سلمي للسلطة، على اعلى المستوى. من هنا، ان اخراج قوات الاحتلال الامريكي تحتاج بحكم الضرورة القاهرة الى وحدة الموقف العراقي على مختلف المستويات بما فيها رأي وموقف الشعب؛ حتى يتم تأسيس قاعدة صلبة غير قابلة للاختراق في مواجهة هذا التغول الامريكي.