فمنهم من ذهب إلى ان كثرة العروق فيه سميَّ عراقاً ، اي كثرة الأنهار التي فيه ، واشهرها دجلة والفرات .
ومنهم من قال لكثرة الأعراق التي تعيش على ارضه من طوائف وأديان مختلفة .
وانبرى المسعودي في كتابه مروج الذهب إلى أن تسمية العراق جاءت من كثرة الحروب والقتال فيه اي “العراك” وبعد تحريف الكاف إلى قاف اصبح اسمه هكذا “عراق“.
وفي رأيي أن هذه التسمية هي اقرب للواقع العراقي لكثرة ما شهده من حروب واضطراباتعلى مرِّ التاريخ ، ومن المعروف ان هذا يرجع إلى جغرافية العراق الاستراتيجية ، ومايمتلكه من خيرات ، دفعته ان يقود حروب كثيرة ضد المحتلين الطامعين منذ القدم وعلى مرالتاريخ .
الأمر الآخر هو ان الشخصية العراقية مزاجية ترفض كل شيء … ولا ترضى بشيء … وهيشخصية معارضة دائما حتى لو كانت في السلطة .
كل هذه الامور خلقت لنا مواطن عراقي سياسي بالفطرة ، فتجده الان يناقش الوضعالسياسي والاقتصادي وقوانين البرلمان والعلاقات الدولية ، وكثير من الامور التي تتعلقبالسياسة يناقشها في عمله ، أو في المقهى ، او في الباص الذي يستقله الى وجهة ما ،وحوار “الكيا“المعروف الذي اصبح اشبه ببرنامج الاتجاه المعاكس .
فاصبح لدينا الان سياسيون من الطراز الأول بما يمكّننا من الاستغناء عن الساسيين الحاليين اللذين أوهموا الناس انهم سياسيوا العراق وقادته الأوحدون ، ولا يوجد من يقودالعراق غيرهم .
نقول لهم : ان العراق بخير ، وفيه وطنيون كثيرون ، وان فيه كفاءات قد اثرى التاريخالعراقي عقليتهم وثقافاتهم ، ويستطيعون أن ينقذوا ما تبقى من هذا البلد العظيم الذيضاع بين فكّي السياسة والدين .
نتمنى على الحكومة والاحزاب السياسية أن تفسح المجال لمن يريد ان يخدم العراقويقوده بالاتجاه الصحيح ، وان تكون لهم كرامة ترتفع بهم عن التخبط بمصير الشعبوالفشل في ادارة الدولة .