العلاقة بين الأجيال تفاعل وليس صـراع وهذا موضوع خطير لابد لنا من أن نعرج عليه بميزان فاحص وطرح جريء لما له من الأهمية البالغة على المجتمع إذ يحتاج إلى الضابط الاجتماعي الرصين والمتين ، فلا يخفى على أحد أن اليوم ليس كالأمس والعام الماضي ليس كهذا العام ، إذ أن لكل زمن سماته وظروفه وان لكل وقت أشياءه التي تميزه عن غيره ، وهذا بالطبع له تأثيره البالغ على الأفراد شيئا فشيئا , وهذا التأثير يكون على المستوى النفسي والاجتماعي والسلوكي ، ويتعاقب بتعاقب الأجيال ، جيلا بعد جيل , فإن ما يرضي الطفل قد لا يرضي الشاب وما يرضي الشاب قد لا يرضي الشيخ وكذلك ما يعجب البنت لا يعجب الأم ، وهذا ما نطلق عليه مصطلح اختلاف وجهات النظر وليس صراعاً وهي مشكلة بحد ذاتها إن تُركت استفحلت فالحضارات تتعاقب وتتنامى وتنتقل من جيل إلى آخر لكن انتقالها لا يكون نقلا نصيا وحرفيا إنما يشوبها التغيير من خلال تغير العادات والأعراف وهذا التغيير يستمر باستمرار هذا الانتقال وإذا أخذنا الموضوع وطبقناه على المجتمع نجد أن الخلافات تتجدد بين الأفراد على اختلاف مستوياتهم وهذا نابع من اختلاف البيئة والظروف التربوية المحيطة بالفرد وتأثير السياسة المباشر على التربية ، وهنا وبتعاقب الأجيال نجد أنفسنا أمام صراع دائم .. رغم كل ما نبذل من جهد لأن تكون العلاقة بين الأجيال علاقة تفاعل لا علاقة صراع فالأهل والأبناء هم الأصل وأنهم لا يكنون لبعضهم البعض إلاّ المحبة والاحترام وهذه هي شريعة الله في خلقه جاء بها الأنبياء والرسل،يقول يوسف أسعد في احد كتبه إن النشأ الجديد يجب أن ترسم له خطط مضادة لإعادة النسيج الاجتماعي المفقود بعد أن وجِهت إليه سماءات الإعلام المسموع والمرئي والمكتوب الأمر الذي أدى إلى تدهور خطير في العلاقات العامة،وفي نهاية المطاف نود أن نصل لمحصلة تصب في مصلحة الأسرة .. ألا وهي خلق أسرة متماسكة وأساس لمجتمع حصين ومثالي منشود ..