23 ديسمبر، 2024 12:32 م

احنه غير الحشد ما عدنه وسيله

احنه غير الحشد ما عدنه وسيله

منذ ولادتي, كانت أمي وهي ترضعني حليبها الطاهر, تزج في أسماعي أنشودة (احنه غير حسين ما عدنه وسيله), كنت متشوقا في كل مرة لسماعها, حتى كنت أطلب الحليب متحججا بالجوع, لكنها كانت تطربني إلى أن أشعر بالنعاس, لأجد نفسي غارقا بالنوم.

عندما كبرت بدأت أدقق في أصل تلك المرثية, التي تعود إلى خمسينيات القرن الماضي, وبدأت أبحث عن تفسير كلماتها التي نقشت على جدار ذاكرتي, فالقصيدة أطلقت في زمن اضطهد فيه الشيعة, لتزلزل الجو في ذلك الوقت, وتشرح كيف يستنجد الشيعة بإمامهم, الذي قضى نحرا منذ مئات السنين, وكذلك كيف ذخروا لهم ارث عظيم ينجيهم يوم لا ينفع لا مال ولا بنون.

تلك المرثية أصبحت شائعة إلى أن بتناقلها الكبير والصغير, لما فيها من ثورة عظيمة, فتوالت الأيام والأزمان, وعاش الشيعة من اضطهاد إلى اضطهاد وبقوا يرتلون تلك القصيدة, التي أصبحت أنشودة الثائرين, فيمر شيعة العراق اليوم بحملة بربرية هوجاء, لو فتح لها العنان لأكلت الأخضر واليابس, ولخلفت وراءها آلاف الشهداء والأرامل والأيتام, فوق ما نحن عليه.

وصل السيل الزبى, فأطلق القائد فتواه, فبرز ليوثا أطلقوا على اسمهم حشدا, نعم إنهم أبطال الحشد الشعبي, إنهم أبناء الحسين الذين استلهموا من سيد الشهداء؛ كيف يضربون بأقدامهم الأرض فيزلزلونها, وكيف يرتقوا على أجنحة الملائكة ليطرزوا أروع حروف البطولة والنصر.

الشيعة اليوم؛ لا وسيلة لهم إلا هو تعالى والحسين والحشد المرجعي, الذي استلهم قوته من القائد الحسين(ع), فنراهم ما إن عزموا على تحرير منطقة إلا ومفتاح النصر أضيف إلى خانة الانتصارات, وكذلك نرى الجميع اليوم يستنجد بأبناء الحسين(ع), ويتخذوهم وسيلة من بعده تعالى لتحرير المناطق؛ التي استحوذ عليها أبناء الشرك والفتن, لنستسل عنوانا جديدا من تلك المرثية الخالدة, لتكون بصورتها الجديدة (احنه غير الحشد ما عدنه وسيله).