{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إنشاء الله}
هزمت قوات الحرس الجمهوري، أمام قوة موت أحمد ولي بكتاش، وهو يقاتل، منتصرا على جيش الطاغية المقبور صدام حسين.
قتال شرس واجه خلاله أحمد لوحده، جيشا مدججا بأسلحة فتاكة، لكنه بدا أضعف من شخص واحد، يحارب فردا؛ فينتصر الرجل الوحيد على جيش جرار.
آمن بالإنتماء لـ “منظمة بدر” على إعتبار الجهاد واجبا مقدسا، في سبيل إنقاذ شعب واقع في أسر الطاغية المقبور صدام حسين.
رجحت كفة الشجاعة على الكثرة، وهو يقاتل القوة الابلغ وحشية من بين تشكيلات الجيش حينها.. رجحت كفة بكتاش؛ لأنه تفرد بميزة الولاء لله و”بدر” والناس؛ إذ ولد العام 1962، وإستشهد العام 2000 بالرصاص، مقاوما “الحرس الصدامي” تبت يداه وتب تنغيصة على شعب العراق.
بلغ ثمانية وثلاثين عاما، لم يتزوج خلاله، إنما إستنفده في الولاء لله والوطن، يسعى لإنتشال الناس من ربقة قيد الطاغية، الذي كبل به الشعب، مستفيدا من وظيفته، بإعتباره عسكريا.
يحمل شهادة الدراسة الإبتدائية، لكن إنتماءه لمنظمة “بدر” هو سبب مقدم قوات الحرس الجمهوري، بقضها وقضيضها؛ لإلقاء القبض عليه؛ فواجه ببأس مؤمن.. فارس يسوق قطيع رجال من رعاع القوم.. نهازي فرص.
قاتل بضراوة لم تواكبها أسلحة “الحرس الجمهوري” ذات الكفاءة الفائقة، فقد غلبت الشجاعةُ، الكثرةَ، هذه المرة؛ لأن أحمد بكتاش.. تركماني أصيل، إنخرط في المعارضة، ضد ظلم البعث وديكتاتورية صدام، من دون مغادرة مسقط رأسه “تسعين – تسين باللغة التركمانية”.
حقق حضورا ماثلا في تاريخ المعارضة من الداخل، وما زال جبلا ذا صخور من بطولة وعزة وشجاعة وإفتخار.. ليس للتركمان فقط، إنما لعموم العراقيين والمسلمين كافة.
رحم الله الشهيد بكتاش، معنى إستثنائيا في المقاومة المسلحة، التي تنتهج خلود الحسين بموته، سبيلا لمقارعة الباطل الذي لا يفهم سوى القوة الغاشمة منطقا في الحوار.