خاض جميع المعارك وكل المحن التي عاشها مع اخوته خلال المواجهات الدامية ضد تنظيم داعش الإرهابي في معارك التحرير من هذا التنظيم المتطرّف وكان الوسيلة التي تنقل لنا الصورة بواقعيتها من عين عدسته ليستمر مداد الشرفاء اصحاب الكلمة الحقّة والاعلام الحقيقي كي نفهم ما دار في معارك الشرف والكرامة ضد الارهاب الداعشي آنذاك وهم ينقلون للعالم اروع المآثر التي حملها ابناء العراق الذين جادوا بالدماء والارواح.
كانت الحقيقة هي هدفه الاساس والشاخصة امام عينه وعدسة كاميرته التي أرعبت الدواعش بسبب نقل تلك الحقيقة التي تُظهربشكل واضح مدى قذارة افعال هذا التنظيم الاجرامي .
في هذه الحلقة الشهيد المصور احمد المهنا هو احد الأبطال الذين ينتمون الى الاعلام الحربي التابع لهيئة الحشد الشعبي برجالاته التي سطرت الملاحم البطولية لتبهر العالم على امتداد الجغرافية حيث لم يكن احد ليصدق ان هناك قوة قادرة على دحر اعتى تنظيم ارهابي عالمي ليتحمل العراق وزر تلك المواجهة نيابة عن دول العالم اجمع.
كان الشهيد المهنا بعمره اليافع مضحيا بأعز ما يملك يضع روحه على اكفه من اجل العراق والعراقيين تنقّل بين المدن والقصبات مهرولا مع المقاتلين وعلى أصوات الرصاص من شارع الى شارع ومن حي الى حي اخر والموت يتراقص امام عينية قاب قوسين وهو ذلك الشاب اليافع الملئ بحيوية الحياة والعيش في سعادتها لكنه وضع كل ذلك خلف ظهره، وعينيه تلاحق الأفق باحثا عن تحرير وطن كبير في داخله رغم انه وعائلته والده ووالدته وإخوته لا يملكون بيتا في هذا الوطن ، هل رأيت إنسانا يدافع مستميتا عن وطنه وبينه وبين الموت لحظات وهو لا يملك شبرا لسكنه وسكن عائلته اليست هذه معادلة مغلوطة في قياسات الوطن وترابه والانتماء وفي شعار الوطنية التي يتبجح بها الكثير من مدعيها …
شاب بكل هذه الحيوية والحياة ينتقل من معركة الى اخرى في لهوات الحرب وعلى امتداد السنين الماضية من اجل ان يصنع الامان لشعبه والبسمة على شفاههم دون ان يفكر في شيء من حطام الدنيا سوى وصيته العميقة في معناها وهو يقول تمسكوا بآية الله السيد السيستاني وهي تعبر عن نظرة ثاقبة ان من يحفظ موازين السلم الأهلي ووحدة العراق هو هذا الرجل العابد لله بروح الاولياء، لم يطلب في نص تسجيل الوصية ان امنحوا اهلي بيتا او مأوى وانما التفت الى الأهم لكي يحافظ على حياة الشعب العراقي بمحبته لبلده ..
كل هذا الحب الذي يحمله في داخله لنا كشعب عراقي لكن البعض لم ينصفه عندما وقف مع المتظاهرين السلميين في ساحة التحرير لينقل بالصورة تلك المعاناة فطعنوه في ظهره ليقتلوه بعدان عجزت كل ترسانة داعش عن قتله فسقط مغدورا به وهو في ربيع عمره..
لم اكتب هذا المقال انحيازا له باعتباره استشهد في ساحة التحرير دونما غيره الذين استشهدوا هناك ولكن لانني اكتب في سلسلة مقالات عن المراسلين الحربيين وهو ضمن هؤلاء المراسلين، والسبب الاخر هو فقدان التوازن في معادلة أن هناك من يدافع عن وطن لا يملك فيه مأوى .
رحمك الله وألهمك ذويك الصبر والسلوان وشكرا لمرجعيتنا الرشيدة على أبويتها للعراق على التفاتتها لعائلة الشهيد احمد ومنحهم داراً سكنية لتكون مأوىً لهم .