18 ديسمبر، 2024 10:52 م

احمد البشير بين النقد الكوميدي الساخر وشجاعة الكلام

احمد البشير بين النقد الكوميدي الساخر وشجاعة الكلام

ربما من يفكر بالعملية السياسية المعقدة الموجودة حاليا في العراق تجد افكاره متعبة وهو يشاهد ويسمع مهازل الديمقراطية الجديدة والتي بانت نتائج فشلها منذ اكثر من عشرين عاما تقريبا وذلك بسبب المحاصصة الطائفية المقيتة وفشل الطبقة السياسية بمعالجة متطلبات الشارع العراقي بصورة جدية و انشغالهم بالسعي خلف مصالحهم الخاصة فقط من دون اي رادع وخوف من احد حتى وصل البعض منهم الا مرحلة المتفرعن والانتقاص من ابناء شعبه..
ومع الاسف الشديد ان الاعلام بكل وسائله الحديثة اصبح بيد هؤلاء الانتهازيون واقاربهم من خلال امتلاكهم لمؤسسات اعلامية وقنوات تلفزيونية خاصة بهم تحاول تلميع صورة الواقع السياسي دوماً وابراز هؤلاء بانهم منقذين للشعب العراقي على عكس حقيقة الواقع المر والذي يعاني منه اغلبية ابناء هذا الشعب…
من هنا كان لابد ايجاد معارضة فكرية تنتقد كل السلبيات التي اظهرتها الظروف الجديدة في العراق بإسم الديمقراطية وخاصة مع وجود ماكنة اعلامية هائلة كما ذكرنا آنفاً تحاول الدفاع عن اخطاء السلطة وتغطية فسادها المالي والاداري الذي وصل الى كل مفاصل ومؤسسات الدولة العراقية. واصبح فيها الرقيب بحاجة إلى مراقبة..
من هنا ولدت بعض الاصوات الحرة والتي اتخذ اغلبها بلاد المهجر سكناً لهم حفاظاً على حياتهم لانهم استطاعوا وبمجهودهم الفردي ان يؤسسون مملكة اعلامية مستقلة واجبها تشخيص كل أخطاء الدولة والطبقة السياسية الحاكمة..
وكان اول المعارضين بفكره من خلال برامجه المميزة الاستاذ احمد عبد الهادي عبدالسلام البشير مواليد 1984 من اهالي محافظة الانبار الذي استطاع ان يهز عرش السلطات من خلال الانتقادات اللاذعة دوماً ورغم انني لا اعرفه شخصيا لا من بعيد ولا من قريب الا انني من المتابعين لبرنامجه المميز وأعتبره اليوم احد رموز المعارضة الفكرية الموجودة في الخارج والذي لا يخشى في الحق لومة لائم..
وربما سأجد بعض الانتقاد لهذه المقالة وربما يذهب البعض الى تحليلات خاصة به ولكنني اقولها بصراحه ان اقلامنا في الداخل عجزت عن تشخيص الخلل وربما نجامل احيانا على الحقيقة ولكن الاستاذ احمد البشير استطاع من خلال طريقته الكاريكاتورية ونقده الساخر ان يوصل الفكر المعارض الى صناع القرار في بغداد والى كشف كل ادعاءاتهم وزيفهم وتغطيتهم الفساد على المال العام وهذا شيء يشاد له بالبنان…
نعم ان الاستاذ احمد البشير يعتبر اليوم امبراطورية اعلامية يخافها السياسيون اكثر من مخافتهم من قنوات فضائية عربية معروفة سابقاً والتي استطاعوا اسكات اصواتها بالمال السياسي وكسبها من جانب هؤلاء الساسة..
لقد اثبت الاستاذ احمد البشير ان الشجاعة العراقية المعروفة موجودة وعدم الخوف من الديكتاتورية الحديثة وقال كلمته وبكل صراحه واستطاع ان يوصل ما في قلوبنا جميعاً نحن ابناء هذا الشعب المغلوب على أمره الى العالم من خلال برنامجه الكوميدي الساخر المعروف ((البشير شو)) والذي يقدمه باللهجة العراقية وقد وصل الى اسماع اغلب شعوب وحكومات العالم وكشف ادعاءات الطبقة السياسية العراقية المزيفة وتشخيص كل الحالات السلبية فيها.
وهنا وبدون مجاملات لابد من قول كلمة الحقيقة بان الطبقات السياسية الموجودة في العراق بأجمعها قد ساومت هذا المواطن الشريف من اجل اسكات صوته مقابل حفنة من الدولارات ولكنه ابى ذلك وبقي حرٌ طليق كالصقر في اجواء السماء وبقي صوته مسموع وبرنامجه الهادف له مؤيدين ومناصرين كثيرين فالف شكرا وتقدير لهذا الصوت الهادر والذي يبحث ويتابع كل الاصوات العراقية المعارضة سواء كانت سياسيه مثل لقاءه برجل المعارضة السياسي الاول اخي وصديقي الاستاذ فائق الشيخ علي او شخصيات ادبية كالشعراء والادباء وغيرهم او حتى علماء دين افاضل وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على ثقة الجماهير بشخصية احمد البشير…
نتمنى له التوفيق والاستمرار بكشف الحقيقة..
وبرعاية الرحمن وحفظه…..