17 نوفمبر، 2024 3:46 م
Search
Close this search box.

احلام كردستان بمشروع بايدن

احلام كردستان بمشروع بايدن

استفتاء اقليم كردستان الذي اثار ضجة في الاوساط الإقليمية-والدولية، لما له من تداعيات مستقبلية على المنطقة الشرق اوسطية والعالم اجمع، بغض النظر عن اشتراك او تنافر مصالح الدول المعارضة للاستفتاء، فأنه لم يدفع الاطراف المعارضة للخطو بأتجاه كبح جماح برزاني، غير خطوة ايقاف المجال الجوي، التركي والايراني.

مسعود برزاني الابن المدلل للحكومة العراقية، منذ 2003، والمتحكم والمسيطر بعنجهيته وتزمته وقبليته التي لم يسبق لها مثيل”كما وصفها بول بريمر-الحاكم المدني على العراق ابان 2003-” والذي رأى توافد احزاب السلطة وكبار مسوؤلي حكومة المركز على اربيل بين فترة وأخرى، ورى وقع صوته في الحكومات المتعاقبة، دفع به الى اتخاذ اولى الخطى نحو تحقيق احلامه، بأقامة الدولة الكردية، والتي يحلم بها الكرد منذ عهد مصطفى البرزاني.

عدم انصياع اربيل الى اوامر حكومة المركز، وتصديرهم النفط وعدم تسليم عائدياته، بالاضافة الى حصة الاسد التي يأخذونها من الموازنة العراقية والبالغة 17%، وتحكمهم بالاراضي التي تحت سيطرتهم، كلها كانت بوابات للاستقلال، وسط صمت متقع من جميع السياسيين دون استثناء! لا بل ان اربيل استمرت في سياسة افتعال الازمات لكسب وقت اكبر لوضع لمساتها الاخير في طريق الحلم.

سقوط كبريات مدن العراق بعد دخول داعش الارهابي، وضع الدفة بيد كردستان، وسرع خطاهم نحو الاستقلال، اذ فر جمع كبير من الجيش العراقي نحو المدن الشمالية، ولم تسمح لهم كردستان بالدخول إلا بعد تسليم كامل اسلحتهم والياتهم، وانتهزوا الفرصة ليستولوا على المناطق التي تركها الجيش ليضيفوها الى حصيلة مخزونهم من الاراضي التي يريدونها، وفق سيناريوهات الكرد مع داعش.

كركوك الخطوة الكبرى التي تدفع بالكرد نحو الاستقلال، المنطقة المتنازع عليها والتي تعتبر المورد الاقتصادي للدولة القادمة، عمل عليها الكرد منذ اولى ايام سقوط النظام البائد، اذ عملوا على تغيير ديموغرافيتها، فردوا خطوة صدام حسين في تعريب كركوك، الى ممارسة الضغوط لتهجير العرب منها.

اكراد ايران، وتركيا، وسوريا، وفي مقدمتهم اكراد العراق، هل سينجحون في اقامة الدولة الكردية؟ خصوصا وان ايران وتركيا تمتلكان عصا يمكن ان تمتد الى جميع اراضي الكرد! وهل فكر الاقليم بتبعات سياسة “فرض الامر الواقع” وجميع جيران الدولة القادمة ضد اقامتها؟
وماذا لو عمدت تركيا الى قطع تصدير النفط عن طريقها؟ وكيف سيحافظ الاقليم على اقتصاده فيما لو بقيت كركوك تحت سيطرة المركز؟
واذا اشعلت حرب بين العراق،وتركيا وايران من جهة والاقليم من جهة اخرى؛ هل سيعود الكرد الى المربع الاول ليهدموا ما بنوه طيلة العقود المنصرمة؟
تصرف تبدله سياسات الدول في قادم الايام، لتعلن عن بدأ لعبة جديدة، او احتراق لورقة ما.
لتبقى احلام كردستان بين تخطيط جو بايدن، ودعم صهيو-سعودي وتنفيذ برزاني.

أحدث المقالات