يقال ان رجلا حكيما يعيش في منطقة صغيرة بجنوب دولة آسيوية .. ذهب ليصطاد سمكا من النهر القريب على منزله..
فرأى صبية يلعبون في الماء الا اثنين منهما في عزلة عن الآخرين.. فذهب اليهم وسألهم لماذا انتم لاتخالطون رفاقكم في الماء..
ما الذي يمنعكم..
اجاب الصبيين مالذي دفعك انت اولا للنزول هنا لحافة النهر..
قال لهم لاجل صيد الاسماك.. فسألوه مرة اخرى ماذا ستعمل بعد الاصطياد..؟ قال لهم اجعله طعاما لي ولاسرتي.. وانا في الحقيقة منزلي بجوار النهر.. معتاد يوميا ان اصطاد الأسماك لتحضيره طعاما لي في قادم الايام..
فأجابوه الصبيه هل فكرت يوما ما ان تجعل عملك هذا من اجل التجارة والعمل.. لماذا لم تستخدم صيدك لاجل البيع والتجارة.. وبالتالي ستجني الاموال وسيتنوع طعامك من خلال الربح والفائدة..!
اندهش الرجل من كلامهما.. فقال لهم (القناعة كنز لايفنى) وانا مقتنع برزقي الذي كرمني الله به..
فلو عملت في التجارة فمن الممكن ان اتعرض للخسارة وانحرم من رزق المكان الذي كرمني به الله..
فرد عليه الولدان ياشيخ :
الله (جل جلاله) يقول في كتابه (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)..
ان هولاء الصبية الذين رأيتهم يلعبون استخدموا ماء النهر للعب واللهو ونحن هنا استخدمناه لاجل التأمل والدراسة والتفكير بالعمل..!
وانت استخدمت ماء النهر للصيد من اجل الطعام فقط دون العمل..
فلو فكرت معنا قليل لرأيت ان الانسان قادر ليغير واقعه بيديه وبنفس الحياة التي كتبت عليه..!!
استنتج الرجل الحكيم ان الحياة هي فرصة للعمل والجهد واستغلال الظروف.. لكي يكون المستقبل اكثر فائدة.
هذه القصة هي مجرد مدخل طويل لموضوع قصير يختصر بكلمات بسيطة حول وضع البلاد العربية وخاصة بلدنا العراق..
الذي تغير فيه كل شيء ولم يستفد شعبه من التجربة المريرة التي تكاد تعصفه كل يوم وهو نائم في العسل..
هذه الخيرات التي انعمنا الله بها دون غيرنا..
نحن اهملنا استغلالها وجعلنا الغرب يستفيد منها، ونحن في لهو ومتاع دون الاستفادة من تلك الخيرات الا ما ندر.
فالله أعطانا الدين والقرآن وكرمنا بالزرع والثمار، ووهب لنا الموقع والحضارة والتاريخ، وجعل منا الحكماء والعلماء..
كل هذه الخيرات ونحن في غيبوبة من امرنا..
صراعات وفساد ونحن نائمون، استغلال وانفلات ونحن مهمشون، جياع وحرمان ونحن سارحون..
هل يتوقع الشعب بعد تلك الاضرار التي اصابته طيلة الفترة المنصرمة انه مستفيد..؟؟
لابالعكس انه خاسر وسيأتي اليوم الذي يندم على انخراطه مع تلك الزمر الفاسدة التي نهشت اجساد العراقيين..
حقيقة بعد تلك الاوجاع التي مرت على البلاد والعباد، لم يجني الشعب شيئا الا تلك الطبقة المستفيدة التي دائما ما نشاهدها تصفق وتنحني وتتلون لبعض السياسيين الفاسدين او غيرهم ممن يعيش دون دراية او فهم لما يجري في بلده.. فالمواطن الان همه الوحيد كيف يأكل او يشرب..
وكيف يكنز الاموال لشراء السيارة الفارهة او المنزل الفخم..!!
حقيقة بهذا الوضع المزري خسرنا الحاضر والمستقبل ونتأمل لعودة الماضي ولكن شريطة مجيء المنقذ الخفي الذي لاوجود له..!
اخيرا وليس اخرا..
اهلا بالضلام والجهل والفساد بحلته الجديدة ولمزيد من الاذى والحرمان.. وهذا ليس كلامنا انما التاريخ سجل ماذا سيجري في المستقبل..!!