23 ديسمبر، 2024 12:22 ص

احلام اليقظة .. في برلمان ورئيس وزراء افتراضي للعراق

احلام اليقظة .. في برلمان ورئيس وزراء افتراضي للعراق

كل شعب من شعوب العالم له امنيات .. ومن ضمن امنيات شعبنا العراقي .. ان يكون له برلمان حقيقي يمثله .. فضلاً عن رئيس وزراء .. تكون له مواصفات القائد .. وانا اكتب هذه السطور تخيلت في هــذه اللحظات ان رئيس الوزراء الافتراضي القادم يخطب .. استمعت الى صوته وهو يــرن في اذني … فهــــــو يتحدث على سجيته ، طبـعه لايلف ولا يدور .. وليس في عينيه عنف ولا قوة .. وفي صورته اشراقة أهــل العراق الذين لاتجد في أعماق قلوبهم العُـقد والاحـقاد .

وسررت من هذا الرجل الافتراضي القادم .. فهو يذكر ربه بايمان الواثق من عطف الله المطمئن الى ارادته . وقـد اعتدنـا أن نستمع من قـبـل لبعض أقرانه وهم يخطبون .. وكانت الشدة والعنف طابعها .، والوعـــــود الوهمية تزدحم بها ، والوعيـد للخصوم والاعـداء ، يـزمجر فـوق المنصات

وأعجبني رئيس الوزراء الافتراضي القادم .. لأنه الخطيب ..فعندما يتحدث عــن مواقـف العــراق تجاه الـدول الكبيرة والصغيرة .. لم تخرج من فـيه عبارة جارحة وهو يهاجم خصوم العراق واعداءه .. وكان صدره يضيــق ولا ينـطلق لسانــه ، .. وهذا هو ديـدن ( الحكماء ) بل الحكام الكبار الذيـن يقدرون وقـار القيادة ومقامها في بلـد عظيم كالعراق .. وهو لايستهدف التصفيق وابتزاز الاعجاب .من عامة الناس !

وقـد يستريح قلبي حين انصت اليه وهو يتحدث عن زعماء الجيران .. فهو يراهم زمـلاء .. مهما اختلفت اساليبهم مع اساليبه .

ارى رئيس الوزراء الافتراضي القادم .. انه رجـل الكبرياء .. غير انه غير متكبر ..أو متجـبر .. وبنفس الوقت غير متزمت .. او يحمل العقد والغرور .. وهو يـصّر على تنشئة المواطن على العلم والعمل .. وعلى بناء الانسان قبل التفكير في بناء المصانع ..انه يريد من كل عراقي ان يكون جندياً في موقعه .

لقد انتصر نابليون على دول اوربــا .. واحدة بعد اخرى .. فقـد هــزم جيوشها جميعاً أمام جيوشـه ، ولكنه حين أراد أن يخضع الأسبان والروس لسلطانـه .. لم يواجه جيوشـاً نظامـية تصطف للقائـه .. بـل وجـد نفسه بين شعبين يحارب كل فرد فيها .. وقد حمل المواطنون جميعاً السلاح لمواجهته ، وهنـا لحقت به الهزيمة النكراء .. بل كان تورطه في حرب الشعوب نهايـة لانتصاراته الخرافية .. وقضاء على جبروته وطغيانه .. وانا استمع الى خطاب رئيس الوزراء الافتراضي القادم .. تذكرت .. مـآسي الحرب العالمية الثانية .. وكيف اصبحت مديـنة لـنــدن .. ومديـنة برليـن .. وبالتالي بنـى المنتصرون لـندن .. وحتـى المـهزومون بـنوا بـرلين … واقـول ..الشـعوب لن تـنتصر بالـخطـب والمـقالات والاغانـي والاناشــيد .

صدقونـي … ان مثل حلمي هـذا سـهل وميسـور لو أنصت الشـعب الى الـمـودة .. واصبح ممثلوه تحت قبة البرلمان يضعون مصلحة الوطن فـوق مصالحهم الشخصية والحزبية .. ولكن … في الحلق غصــة .. فـهل هـم منصــتون ..؟