يروي الجاحظ في البيان والتبيين ان ثروان القيسي المعروف بهنبقة كانت له ابل ضعاف وأخرى سمان فكان يعتني بالسمان ويهمل الضعاف وعندما يسأله الآخرون عن السبب يقول : ( اسمن ما سمنه الله واضعف ما أضعفه الله ) ورغم أن منطقه هذا منطق اخرق أعرج إلا أن كل من حكمنا امن به وورثه عنه وسار عليه فينا مع اختلاف تسميات الابل السمان.. الأثرياء. النبلاء . الأغنياء. الملاك . البرجوازية . الإقطاع. الشيوخ . رجال الدين . واحتفظت النوق الضعيفة باسم واحد على مر الدهور وتعدد الحكام ( الفقراء المستضعفين ) ولاحظ الربط بين ضعاف ( هنبقة ) والمستضعفين من شعوب الأرض تراها واحدة تلك اضعفهن القيسي وهؤلاء يضعفهم الحكام ويعزون ذلك حسب منطق صاحب الابل إلى الله متناسين عن عمد فاضح ما قاله الله سبحانه على لسان نبي أو ولي له : ( ماجاع فقير إلا بما متع غني ) وهكذا سارت قوانين هنبقة بعيدا عن الله حيث يولد الفقراء ضعافا ويعيشون على الكفاف ثم يموتون هزالا .. يثورون فتقمع ثوراتهم يطالبون بالعدالة بينهم وبين سمان السلطة فتصادر حرياتهم يخرجون على قانون ( هنبقة ) في الاسمان والتضعيف فيردعون باسم الله كذبا وزورا ويبيح هنبقة لنفسه زجهم في غياهب السجون أو يرسلهم للقبور .. يتسائلون عن سبب الإصرار في اضعافهم فيضج السمان في اتهامهم بالكفر والإلحاد والثورة والخروج على ولاة الأمور وخرق شرع ( هنبقة ) المنسوب إلى الله ظلما وجورا وعامر حلو الذي ولد في زمن ( هنبقة ) قروي وذاق معه الامرين مثل كل نوق هنبقة الضعاف .. هذا العامر الحلو الضعيف المستضعف حلم بالمساواة والعدالة والكرامة والإنسانية والسكن والمعاملة والعيش وفرص الحصول على المؤهل الدراسي والوظيفة في ظل العدالة للجميع لكن هنبقة القروي وئد كل ذلك وارعبه بعد أن سلط ابله السمان على كل شيء حتى لا يبقى للضعاف مايسدون به رمقهم فكتم عامر غيظه وأخفى حلمه حتى وصول هنبقة جديد عله يكون افضل أو على الأقل اقل سوء من هنبقة القرى املا وليس نبؤة . وفي ليلة ضاعت مصاديقها وحمى وطيسها وتعرض السمان والضعاف إلى اوارها وصل هنبقة جديد وهرب هنبقة اذاق الضعاف شر الوعيد فاستيقظت الامال ووردت الأحلام وتاقت النفوس إلى حرية وعدالة للجميع ورغيف يوزع بالتساوي وإلغاء قوانين السمان والضعاف لكن بعد لات مناص اكتشف المستضعفون ومنهم عامر ان لاهنبقة مع القادمين انما كانوا هم السمان أنفسهم فاكلوا الزرع والضرع واشبعوا الضعفاء تقتيلا وجوعا وروعوا البلاد والعباد .. ايه يا عامر يبدو أن الزمن هو من يصر على اهزال الضعفاء لكن يضع السوط بيد هنبقة كلما مات أو رحل هنبقة .