22 ديسمبر، 2024 3:46 م

احذروا خطر عودة الفاشية القديمة –الجديدة

احذروا خطر عودة الفاشية القديمة –الجديدة

اولا…الفاشية – ديكتاتورية ارهابية دموية لاكثر فصائل الطبقات الاستغلالية رجعية وشوفينية وعدوانية في المجتمع الطبقي الراسمالي، وهي وليدة الازمة العامة للراسمالية وتتميز بوجود صلات واسعة مع قسم معين من السكان وهي تستطيع تعبئة وتنشيط هؤلاء لمصلحتها، اي من حيث المبدأ لصالح النظام الراسمالي. ان القاعدة الاجتماعية للفاشية تتكون من البرجوازية الصغيرة في المدن والارياف وكذلك فئات المجتمع المنفصلة عن طبقتها، ويتم استغلال تذمر هذه الفئات من اجل توطيد وتعزيز مواقع رأسمالية الدولة الاحتكارية. تتكون ايديولوجية الفاشية من مزيج من الافكار الاكثر رجعية من الحركات المحافظة.
ثانياً.. ان من اهم الاهداف الرئيسية للايديولوجية الفاشية تكمن في العداء للشيوعية والافتراء على الاشتراكية ومنجزاتها في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية….، وتزييف سياسة واهداف الاحزاب الشيوعية واليسارية العالمية، والعمل باستمرار على تشويه النظرية الماركسية –اللينينية وبشكل متطرف وكذلك العداء والتنكر للإنسانية التقدمية، وتبرز الايديولوجية الفاشية بوصفها الاكثر تطرفا للايديولوجية العرقية، اي يتم تكريس فكرة تفوق احد العروق على الاخرى وتعلل ابادة الشعوب بذريعة (( انحطاطها)). لقد نشأت الفاشية على عتبة عشرينيات القرن الماضي كرد فعل على الازمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمالية في البلدان الرأسمالية، وسرعان ما تحولت إلى عدو شرس للبشرية التقدمية جمعاء. ومنذ وصول الفاشية في المانيا الهتلرية في ثلاثينيات القرن الماضي، اصبحت تشكل خطراً جدياً على جميع القوى السياسية الوطنية والتقدمية واليسارية وعلى المجتمع البشري.
ثالثاً.. ما دامت التشكيلة الاجتماعية والاقتصادية للراسمالية قائمة وخاصة في مرحلتها المتقدمة الامبريالية، واستمرار تعمق الازمة العامة ذات الطابع البنيوي، فان خطر ضهور الفاشية الجديدة قائم،لان النظام الامبريالي الطفيلي واللصوصي قد فشل في ايجاد الحلول الجذرية لمشاكله الاقتصادية والاجتماعية والمالية والفكرية، بالرغم من ان هذا النظام قائم على نهب ثروات الشعوب وباساليب عديدة، الا انه بالرغم من ذلك لازالت ازمة النظام الامبريالي تتفاقم وتشتد باستمرار، ومن هنا ينشأ خطر عودة الفاشية الجديدة واشعال الحروب غير العادلة ضد الشعوب المحبة للسلام والتعايش السلمي، وليس من باب الصدفة ان تتأزم العلاقات بين اميركا وجمهورية الصين الشعبية ولهذه الازمة طابعاً ايديولوجيا واقتصادياً وعسكريا بسبب التطور الاقتصادي والتكنولوجي والعسكري الذي حققته جمهورية الصين الشعبية،ناهيك عن العقوبات الاقتصادية والمالية التي تفرض من قبل اميركا على جمهورية الصين الشعبية، اضافة الى ذلك تأزم العلاقات بين اميركا وروسيا الاتحادية من خلال فرض عقوبات اقتصادية غير قانونية، الحرب الدبلوماسية بين البلدين، الحرب الاعلامية، الخوف من تنامي القدرة العسكرية الروسية، وكما تسعى الامبريالية الاميركية وحلفائها من ابعاد، عرقلة….، اي تعاون بين جمهورية الصين الشعبية وروسيا الاتحادية، ومن وجهة نظر الامبريالية الاميركية وحلفائها فان روسيا الاتحادية اليوم هي خصم،عدو للغرب الامبريالي لانها تملك قوة عسكرية تستطيع أن تستخدمها لردع اي عدوان خارجي عليها وينظر للصين على انها قوة اقتصادية كبيرة ويمكن أن يتم ازاحة اميركا من المسرح الاقتصادي والمالي وان يصبح اليوان الصيني العملة الرئيسية في التعاملات التجارية بين الشعوب، ومن هنا ينشأ احتمال المواجهة بين اميركا وحلفائها وبين روسيا الاتحادية، او مع جمهورية الصين الشعبية، انها ((حرب باردة، ساخنة)) تواجه المجتمع الدولي اليوم.
رابعاً.. ان الفاشية الجديدة فيها اتجاهين، الاتجاه الاول، يمثل الحركة الفاشية ويسعى للحفاظ على اساليب الفاشية الالمانيه والإيطالية في الثلاثينيات والاربعينيات من القرن الماضي، اما الاتجاه الثاني من الفاشية الجديدة يسعي الى ان يستخدم لصالحه ظواهر تفسخ المجتمع الطبقي الراسمالي وخاصة في مرحلته المتقدمة الامبريالية، وهذه الاحزاب والمنظمات الفاشية الجديدة تجمع بين العمل السري او شبه العلني مع ابداء الولائية لشرعية المؤسسات البرلمانية…. ومنها التيارات المتطرفة في اميركا والحركة الاجتماعية الايطالية، وتنظيم ما يسمى بالقاعدة، وطالبان،وداعش وجميع فروعها، هذه التنظيمات الإرهابية ليس لها علاقة بالاسلام، تم صناعتها من قبل الغرب الامبريالي ومؤسساته المخابراتية وبدعم واسناد من قبل دول الاطراف وخاصة العربية والاسلامية من حيث التمويل بالسلاح والغذاء والدواء والتدريب.والنقل….، لتحقيق أهداف عديدة، منها تقويض الانظمة الرافضة للنهج الاميركي، تشكيل ضغوطات اقتصادية وسياسية وعسكرية على بعض الدول ومنها روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية وخصوصاً بعد هزيمة وانسحاب اميركا من افغانستان ، وما يحدث في النظام الفاشي في اوكرانيا بعد الانقلاب الفاشي في عام 2014 وظهور تنظيمات ذات طابع فاشي بامتياز من البنديرين والقطاع الايمن والمدعوم اقليميا ودولياً.
خامساً.. تعتمد الفاشية الجديدة على الدعم والاسناد من قبل الكتل الرجعية والمتطرفة في المجتمع الطبقي وبالضد من الحركات الديمقراطية والاحزاب السياسية الوطنية والتقدمية واليسارية، وان الاحزاب والمنظمات الفاشية الجديدة، تمتلك موارد مالية ضخمة بحكم علاقاتها المتعددة…. وتتمتع بحماية من بعض حلقات جهاز الدولة…، انها تمجد القوة والسلطة الفردية والترويج للحرب.ان الطبقة البرجوازية الحاكمة في غالبية دول المركز والاطراف تلجأ إلى الفاشية الجديدة عندما تشعر بضعف نظامها وخلخلته وفي ظروف مد و نهوض جماهيري برفض النظام الحاكم لانه نظام فاشل وفاسد بامتياز
يستخدم النظام الحاكم الفاشية الجديدة لقمع الشعب الثائر من اجل الحفاظ على السلطة ومصالح الطبقة السياسية الحاكمة، واحياناً يتم استخدام القوة المفرطة ضد الشعب عبر ادوات الدولة من جيش وشرطة وقوات شبه نظامية مثلا القوات الخاصة، المليشيات المسلحة الخارجة.عن القانون والتابعة للنظام الحاكم.
سادساً.. لقد تم دحر الفاشية الالمانيه وحلفائها من قبل الشعب السوفيتي والجيش الاحمر والحزب الشيوعي السوفيتي بقيادة ستالين، وتم تدميرها في عقر دارها وتم انقاذ شعوب العالم بشكل عام وشعوب اوربا بشكل خاص من هذا الوباء الخطير، من هذا(( السرطان)) الذي افرزه النظام الراسمالي العالمي وفي مرحلته المتقدمة الامبريالية، ولكن عاودت الفاشية الجديدة من جديد في الظهور منذ مايسمى بالحرب الباردة 1946-1991، وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 ضهرت الفاشية الجديدة في اوربا الغربية والشرقية وفي بعض دول رابطة الدول المستقلة ( جمهوريات الاتحاد السوفيتي) وهذه الفاشية الجديدة تظم حركات يمينية متطرفة وتحضى بالدعم والاسناد من بعض الدول اوكرانيا، بولونيا، جمهوريات البلطيق….. انموذجا. يلاحظ ان الفاشية الجديدة والليبراليون المتطرفون والاصلاحيون المتوحشون يلتقون في عدة اهداف مشتركة ومنها ::المساواة بين ستالين وهتلر، والمساواة بين الشيوعية والفاشية، والمساواة بين البلشفية والنازية.
سابعاً.. يشير عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي الكسي بارفونوف في جريدة البرافدا، في 6-9\8\2021، تشكل روسيا الاتحادية احد اطراف النظام الراسمالي، وان خطر انبعاث ظهور الفاشية في بلادنا قائم واحتمال ان القيادة الحاكمة من ان تتراجع عن الديمقراطية وتنتقل الى نظام ديكتاتوري، يجب علينا ان نكون جاهزين لاي منعطف سياسي قد يحدث.
انظر :؛
** معجم الشيوعية العلمية، دار التقدم، موسكو.
**المعجم الفلسفي المختصر،،دار التقدم موسكو.
##جريدة البرافدا، العدد84 (31144)،في 6–9\8\2021، باللغة الروسية.